المقاطعة الدولية تفرض عزلة غير مسبوقة على إسرائيل

2025.10.27 - 07:46
Facebook Share
طباعة

رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، تواصل العزلة الدولية لإسرائيل في مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى الثقافة والتعليم والرياضة. صحف عبرية تشير إلى أن الدمار في غزة وما خلفته الحرب من خسائر بشرية وجغرافية جعلت من الصعب على إسرائيل إعادة بناء صورتها الدولية، خصوصاً في مواجهة احتجاجات ورفض متزايد حول العالم.

أثر اقتصادي ملموس:

تظهر المؤشرات أن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة المقاطعة الدولية، البيانات الرسمية توضح إلى تراجع الاستهلاك المحلي، انخفاض الصادرات، وتراجع الاستثمارات الأجنبية. على سبيل المثال، المقاطعة التركية التي بدأت في مايو/أيار 2024 أدت إلى انخفاض بنسبة 64% في التجارة بين البلدين، مع توقف شبه كامل للصادرات الإسرائيلية، حسب تقرير صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية. الشركات الدولية المستهدفة اضطرت للتخلي عن أصولها في إسرائيل، بينما أثر محدود لاحق على الشركات الكبرى، خصوصاً الأميركية، رغم النشاط المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

عزلة أكاديمية:

المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية شهدت انخفاضاً غير مسبوق في التعاون الدولي بعد الحرب على غزة بيانات برنامج "هورايزون أوروبا" تظهر أن عام 2025 سجل أدنى مستوى من المشاريع البحثية المشتركة مع إسرائيل منذ انضمامها إلى البرنامج، المقاطعة الأكاديمية تشمل رفض نشر مقالات لباحثين إسرائيليين، تأجيل مشاركاتهم في المؤتمرات الدولية، وإنهاء شراكات بحثية مع مؤسسات أجنبية.
المحلل ليئور ديتال من صحيفة "ذا ماركر" يقول إن المقاطعة لم تعد ظاهرة مؤقتة، بل نهج مؤسسي يمتد عبر القارات، ما يضع إسرائيل أمام عزلة علمية متنامية وتأثير على نوعية التعاون البحثي.

الثقافة والفن تحت الضغط:

القطاع الثقافي والفني في إسرائيل أصبح هدفاً لحملات المقاطعة العالمية، آلاف الفنانين والكتاب والموسيقيين والمخرجين حول العالم وقعوا عرائض لمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية الرسمية بسبب سياسات إسرائيل في غزة. مراسل صحيفة "هآرتس" شاي رينجل أوضح أن انسحاب الفنانين والمثقفين أدى إلى إلغاء فعاليات كاملة أو نقلها إلى دول أخرى. المؤسسات الفنية الدولية أصبحت أكثر حرصاً على التعاون أو التمويل لمشاريع إسرائيلية خوفاً من الحملات الجماهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الرياضة وتراجع المشاركة الدولية:

الرياضة الإسرائيلية تواجه ضغوطاً متزايدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" واللجنة الأولمبية الدولية، لتعليق عضويتها أو تقييد مشاركاتها في البطولات الدولية. ألغيت بطولة أوروبا للجمباز الفني التي كانت مقررة في إسرائيل، ونُقلت بطولة أوروبا لكرة الماء إلى خارجها لأسباب "أمنية وأخلاقية". عشرات الأندية الأوروبية ألغت تعاونها مع الفرق الإسرائيلية، ورفض مئات الرياضيين المشاركة في فعاليات داخل إسرائيل، مستندين إلى أسباب سياسية وإنسانية.

التحديات المستقبلية لإسرائيل:

المحررة أورلي نوي بالموقع الإلكتروني "شومريم" قالت إن المقاطعة لم تعد رمزية، بل أصبحت ظاهرة عالمية تمس الاقتصاد والثقافة والأكاديميا والرياضة، الاتجاهات تشير إلى أن العزلة تتعمق عاماً بعد عام، مما يفرض على إسرائيل إعادة تقييم علاقاتها الدولية ومراكزها البحثية والثقافية، مع احتمال تأثير تدريجي على التمويل الخارجي للمشاريع الجامعية وجذب الكفاءات العالمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5