أزمة الفاشر: تصاعد العنف ونداءات دولية لإنقاذ المدنيين

2025.10.27 - 07:45
Facebook Share
طباعة

مع دخول قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، تحوّلت المدينة إلى مسرح للقتل والتشريد الواسع، مارست انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، حيث أسفرت العمليات الأخيرة عن مقتل المئات، بينهم نساء وأطفال، وتشريد آلاف السكان من منازلهم، فيما يعيش من تبقّى في المدينة في ظروف إنسانية قاسية بلا غذاء أو ماء كافٍ.

الجيش السوداني الذي كان يسيطر على بعض مناطق الفاشر تعرض لهجمات منظمة، لكن المدنيين هم الضحية الأساسية لهذه المعارك، إذ تستغل الدعم السريع الفوضى لفرض سيطرتها بالقوة، وممارسة الإرهاب ضد السكان المدنيين بحسب تقارير محلية ودولية.
ووفق شبكة أطباء السودان، قتل 47 مواطناً بينهم 9 نساء في مدينة بارا، ثاني أكبر مدن شمال كردفان، بزعم انتمائهم للجيش، فيما يتعرض البقية إلى عمليات تصفية متعمدة.

مرصد مشاد لحقوق الإنسان أكد أن حصيلة ضحايا المجازر في الفاشر اليوم الأحد، تجاوزت ألفَي مدني، مشيراً إلى استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري للأسر، بما في ذلك الأطفال والنساء، وسط صمت دولي مريب عن هذه الجرائم البشعة.

الحصار وانعدام الخدمات الأساسية:

فرضت قوات الدعم السريع حصاراً خانقاً على الفاشر، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والمستشفيات المدنيون المحاصرون يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية، مع نقص حاد في الغذاء والدواء، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناتهم اليومية.

تؤكد التقارير أن المدنيين يُجبرون على الفرار من منازلهم، بينما تُستولى الميليشيا على ممتلكاتهم، ويُستخدمون كدروع بشرية في مواجهاتها مع الجيش أو المدنيين المعارضين.

الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي:

رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم 2736 في يونيو 2024 الذي دعا إلى فك الحصار وخفض التصعيد وحماية المدنيين، تواصل قوات الدعم السريع خرق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حماية المدنيين وتعتبر هذه الانتهاكات جزءاً من استراتيجية ممنهجة للإرهاب والقتل خارج القانون، تستهدف كل من يقاوم سيطرتها في المدينة أو إقليم كردفان.

توسع العمليات العسكرية إلى شمال كردفان:

كذلك أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على محلية أم دم حاج أحمد شمال كردفان، بينما تتواصل المعارك داخل أجزاء من الفاشر، ما يعكس توسعها العدواني وتهديدها المستمر للمدنيين وتتحدث المصادر المحلية عن مئات المدنيين المحاصرين، يواجهون ظروفاً مأساوية من دون أي دعم إنساني أو حماية دولية فعالة.

دعوات محلية ودولية عاجلة:

جددت اللجنة الوطنية لفك الحصار الدعوة إلى المجتمع الدولي، الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية للتحرك الفوري لوقف الجرائم ضد المدنيين وإنقاذ ما تبقى من سكان الفاشر كما طالبت بالالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يستغلها الدعم السريع لتنفيذ جرائمها بلا رادع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4