القوات الأممية في لبنان تتصدى للتحديات الإسرائيلية

2025.10.27 - 07:35
Facebook Share
طباعة

تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) يعكس واقعًا معقدًا في جنوب لبنان، حيث تتشابك المصالح الأمنية والسياسية بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. تظهر هذه التطورات حدود قدرة اليونيفيل على فرض الاستقرار، وتسلط الضوء على محاولات إسرائيل التأثير على الدور الأممي في المنطقة، في ظل تحركات لبنان وتعزيز بنيته العسكرية جنوب الليطاني.

الاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل:

شهدت جنوب لبنان في الآونة الأخيرة هجمات متكررة على دوريات اليونيفيل، شملت مسيّرات وقذائف، ما استدعى اتخاذ القوات إجراءات دفاعية دون الانخراط في مواجهة مباشرة. وأوضح المتحدث باسم اليونيفيل، تيلاك بوخاريل، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن الاعتداءات تشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتزيد من التهديد على استقرار المنطقة وسلامة القوات الدولية. إسرائيل، من جهتها، رأت أن دوريات اليونيفيل شكلت تهديدًا لمسيّراتها، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على آليات التنسيق.

سياسة اليونيفيل واستراتيجيات الردع:

يونيفيل تعتمد سياسة ضبط النفس، حيث تبقي قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف وتلتزم بالإجراءات الدفاعية المحدودة، كما حدث خلال حادثة المسيّرة في بلدة كفركلا، هذا الأسلوب يوضح توازنًا دقيقًا بين حماية القوات والحرص على عدم الانجرار إلى مواجهة واسعة، وهو ما يبرز محدودية خيارات اليونيفيل في فرض الأمن ضمن ولايتها حتى نهاية 2026.

الدوافع الإسرائيلية المحتملة:

تحليل الخبراء، بما في ذلك منسّق الحكومة اللبنانية السابق لدى اليونيفيل، العميد منير شحادة، يشير إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تأتي ضمن محاولات لإضعاف دور القوات الأممية، وتقليص فعاليتها في مراقبة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. الرسائل الميدانية، بحسب شحادة، تهدف إلى إرسال إشارة قوية لليونيفيل لترك المراكز الأممية، مع إبراز رغبة إسرائيل في السيطرة على جنوب الليطاني.

تقييم المخاطر والمستقبل:

تستمر المخاطر على القوات الأممية، حيث يمكن لأي حادث أمني تصعيد الوضع، ما قد يؤثر على المدنيين واستقرار جنوب لبنان.
يبرز هذا التحدي ضرورة احترام الأطراف للقرارات الدولية لضمان استمرار اليونيفيل في مهمتها دون عرقلة، اليونيفيل قادرة على البقاء طالما التزمت الأطراف الدولية والمحلية بالتقيد بالمعايير الأمنية، بينما أي خرق أو تصعيد قد يهدد الاستقرار ويضع لبنان أمام تحديات أكبر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9