المخيمات الفلسطينية في لبنان: السلاح والمساءلة بعد حادثة أبو حنّا
شهد مخيم شاتيلا حادثة مأساوية أدت إلى مقتل الشاب إيليو أرنستو أبو حنّا، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول حصرية السلاح وشرعية الحواجز داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.
أثارت الحادثة تساؤلات حول آلية التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية، وكيفية ضبط الأمن ومنع تكرار مثل هذه الأحداث.
اللجنة الأمنية المشتركة ودورها في المخيمات:
تنسق اللجنة الأمنية المشتركة في المخيمات الفلسطينية بشكل دائم مع قيادة الجيش اللبناني، وتركز على الحفاظ على النظام والأمن وتُعطى اللجنة صلاحيات إنشاء الحواجز ومتابعة الأوضاع الأمنية بالتنسيق مع الجيش، خصوصًا بعد تكثيف النشاط الأمني لمكافحة تجار المخدرات في المخيم. وتؤكد اللجنة أن الحفاظ على الهدوء داخل المخيمات هدف رئيسي، مع ضرورة احترام حقوق الأهالي.
موقف لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني:
أصدرت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني بيانًا دانت فيه الحادثة وعبّرت عن تعازيها لعائلة الضحية وأكدت أن استمرار امتلاك السلاح من قبل بعض الفصائل داخل المخيمات يشكّل خطرًا على استقرار لبنان وأمن أهله، مشددة على الالتزام بمسار حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
الإجراءات والتحقيقات الجارية:
كشفت مصادر أمنية لوسائل إعلام محلية أن التحقيقات بدأت منذ ليل أمس بالتنسيق بين مخابرات الجيش اللبناني والأمن الوطني الفلسطيني. وقد تم تشكيل لجنة تحقيق على أعلى المستويات، تعمل بأسلوب مهني للوصول إلى نتائج دقيقة، تمهيدًا للإعلان عنها رسميًا.
كلمة المسؤولين الفلسطينيين:
قال المقدم عبد الهادي الأسدي، مدير العلاقات العامة والإعلام في قوات الأمن الوطني الفلسطيني،خلال تصريحاته الصحفية إن ما حصل يُعتبر خطأ جسيمًا، مشيرًا إلى أن القوة الأمنية تقوم بمهمتها منذ سنوات، وحرصها على فرض الأمن في المخيمات تزايد بعد تدخل الجيش اللبناني لمكافحة المخلّين بالنظام.
وأكد الأسدي أن التحقيق سيستمر حتى الوصول إلى النتائج النهائية، مع الالتزام بما يقرّره الجانب اللبناني، القيادة الفلسطينية تعتبر الفقيد ابنًا لها ولن تترك الحق دون متابعة.
تعكس الحادثة تعقيدات الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية، وضرورة ضبط حيازة السلاح وتطبيق القوانين لضمان حماية المدنيين والحفاظ على الاستقرار في المخيمات اللبنانية.
