عملية إنقاذ في قلب التاريخ: فرق مصرية تنتشل سائحة من أعماق هرم سنفرو المنحني

2025.10.27 - 01:18
Facebook Share
طباعة

في مشهد يجمع بين الدقة الطبية والتحدي الأثري، نفّذت فرق الإنقاذ المصرية واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا داخل أحد أقدم وأهم أهرامات مصر، بعدما أصيبت سائحة إسبانية أثناء زيارتها لهرم سنفرو المنحني بمنطقة دهشور الأثرية جنوبي القاهرة.

 

وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة والسكان، تلقّى الخط الساخن للطوارئ "123" بلاغًا بوجود إصابة داخل الهرم، لتتحرك على الفور سيارة إسعاف وفريق طبي متخصص إلى الموقع.
وبحسب المتحدث باسم الوزارة، الدكتور حسام عبد الغفار، فإن السائحة انزلقت داخل ممر خشبي ضيّق وشديد الانحدار، مما أدى إلى اشتباه في كسر بقدمها اليمنى، وسط ظروف صعبة تمثلت في ضعف الإضاءة وضيق الممرات التي لا يتجاوز عرضها المتر الواحد.

 

امتدت عملية الإنقاذ لساعات طويلة داخل ممر يمتد نحو 80 مترًا تحت الأرض. اضطر خلالها المسعفون إلى الزحف في ممرات خانقة شبه مظلمة، مستخدمين أدوات تثبيت خاصة لمنع تفاقم الإصابة.
وأوضح عبد الغفار أن الفريق استخدم لوح تثبيت للعمود الفقري وحزام أمان لتثبيت المصابة، قبل نقلها بحذر شديد عبر الممرات الحجرية إلى الخارج، حيث كانت تنتظرها عربة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج اللازم.

 

رئيس هيئة الإسعاف المصرية، الدكتور عمرو رشيد، وصف العملية بأنها "واحدة من أكثر المهام الميدانية صعوبة وتعقيدًا في تاريخ الهيئة"، مشيرًا إلى أن العمل داخل موقع أثري مغلق على عمق كبير تطلّب تنسيقًا دقيقًا بين فرق الطوارئ والآثار والأمن.
وأكد رشيد أن الحفاظ على سلامة الموقع الأثري كان شرطًا أساسيًّا، مما زاد من صعوبة التحرك داخل الممرات الضيقة دون استخدام أدوات قد تضر بالبنية الحجرية للهرم.

 

وزارة الصحة والسكان أعربت في بيانها عن تقديرها لجهود فرق الإنقاذ المصرية، مؤكدة أن العملية تجسّد مستوى الجاهزية والاحترافية لدى أجهزة الطوارئ، حتى في أكثر البيئات تعقيدًا وحساسية، مثل المواقع الأثرية المغلقة.

 

يُعدّ هرم سنفرو المنحني أحد أبرز معالم دهشور، وبُنِي في القرن الـ26 قبل الميلاد خلال حكم الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة. ويتميّز بانحناء فريد في زاوية ميلانه، ما يجعله نموذجًا فريدًا في تاريخ العمارة المصرية القديمة.
ويشكّل الدخول إليه تحديًا حتى للزائرين الأصحاء، نظرًا لضيقه وانحداره الشديد، وهو ما يفسّر صعوبة عمليات الإنقاذ داخله.

 

العملية التي شهدتها دهشور لا تمثل مجرد إنقاذ لسائحة أجنبية، بل تُعد اختبارًا ناجحًا لقدرة الأجهزة المصرية على التعامل مع الحوادث داخل المواقع الأثرية الحساسة، دون الإضرار بإرث حضاري يمتد آلاف السنين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3