خلفيات دور شركة أمازون في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية

2025.10.26 - 05:44
Facebook Share
طباعة

وثائق داخلية كشفها موقع إنترسبت الأميركي بينت أن شركة أمازون وفرت خدمات حوسبة سحابية لشركات أسلحة وهيئات حكومية إسرائيلية استخدمت أسلحتها خلال العمليات العسكرية في غزة، ما ساهم بشكل غير مباشر في تدمير البنية التحتية المدنية وإلحاق أضرار جسيمة بالسكان. التعاون بين أمازون وإسرائيل تجاوز التزويد التقني التقليدي، ليشمل محاولات التنسيق مع الجهات التنظيمية لضمان السماح للشركة بمعالجة بيانات حساسة تابعة للجيش والاستخبارات، ما يضعها تحت دائرة المسؤولية القانونية والأخلاقية الدولية.

الوثائق توضح أن الشركة مارست ضغوطًا على السلطات العسكرية لتغيير السياسات المتعلقة بالبيانات السرية، وبدأت بالفعل التعاون مع مؤسسات حكومية لنقل معلومات حساسة إلى خوادمها السحابية، بما يشمل بيانات استخدمت في تخطيط الضربات الجوية في غزة. الخدمات المقدمة شملت أدوات التخزين، الشبكات، الأمن، وخدمة التعرف على الوجوه "أمازون ريكوغنيشن"، التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضمن مشروع استخباري مفتوح المصدر، وقد سبق أن أثارت هذه التقنية جدلاً في الولايات المتحدة بسبب ضعف دقتها مع النساء وأصحاب البشرة الملونة.

استخدمت وحدة الاستخبارات الجغرافية 9900 التابعة للجيش الإسرائيلي تقنيات أمازون لاختبار نماذج لغوية ضخمة وتحديد أهداف القصف بدقة، ما يظهر أن الشركة دعمت العمليات العسكرية بشكل مباشر وغير محايد.
كما كشفت الوثائق عن استخدام مكاتب حكومية في الضفة الغربية لهذه الخدمات، إلى جانب مركز سوريك للأبحاث النووية، مما يثير تساؤلات حول تورط الشركة في برامج عسكرية متقدمة قد تشمل تطوير أسلحة محظورة دوليًا.

خبراء قانونيون أكدوا أن العلاقة مع شركات الأسلحة تجعل أمازون عرضة للمساءلة عن جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، حتى من دون نية مباشرة للإضرار، لأن الدعم المتوقع يساهم في ارتكاب هذه الجرائم.
مسؤولون سابقون في وزارة الدفاع الأميركية وصفوا الادعاء بعدم معرفة الشركة بكيفية استخدام خدماتها بأنه غير مقنع، إذ طبيعة عمل العملاء العسكريين واضحة وتضع الشركة في دائرة التواطؤ.

تحليل هذه العلاقة يوضح أن دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة يفتح نقاشًا واسعًا حول الأخلاقيات والمسؤولية القانونية، ويطرح تساؤلات عن مدى التزام الشركات بالمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان، خاصة عندما تتحول خدماتها من الاستخدام المدني إلى دعم العمليات العسكرية في مناطق نزاع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9