ترامب يعلن نجاحه في وقف إطلاق النار بقطاع غزة وحماية المدنيين

2025.10.26 - 12:17
Facebook Share
طباعة

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تثبيت صورة «الوسيط المنقذ» بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، في لحظة تمثل تحوّلًا سياسيًا مهمًا في مسار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وتفتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.

تأكيد ترامب خلال زيارته إلى ماليزيا على أنه «فخور بإنقاذ الأرواح» وبتحقيق «السلام في الشرق الأوسط»، يبين رغبة واضحة في تحويل اتفاق غزة إلى إنجاز شخصي يُحسب لإدارته، بعد عامين من حرب وُصفت بأنها الأعنف في تاريخ القطاع.

الاتفاق، الذي جرى توقيعه في شرم الشيخ برعاية مصرية وبمشاركة 59 دولة، يتجاوز مجرد وقف لإطلاق النار فهو يشمل تبادل الأسرى بين الطرفين، إذ أُفرج عن 1968 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إعادة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثامين، إلى جانب التزام دولي بإرسال قوات لدعم الاستقرار، وهو تطور غير مسبوق في الملف الفلسطيني منذ اتفاق أوسلو.

الدول المشاركة، ومن بينها إندونيسيا وماليزيا وعدد من الدول الأوروبية، تنظر إلى الاتفاق كفرصة لبناء نظام أمني جديد يضمن استقرار المنطقة ويعيد الثقة في دور الوساطة الأمريكية بعد سنوات من التراجع.
غير أن هذا التوجه يواجه انتقادات من أطراف فلسطينية تعتبر أن الاتفاق لم يعالج جذور الأزمة، خصوصًا استمرار الاحتلال والحصار المفروض على غزة.

وفي المقابل، يرى مراقبون، مشاركة هذا العدد الكبير من الدول في دعم الاتفاق تمثل مؤشرًا على رغبة دولية واسعة لتجنب تكرار الكارثة الإنسانية التي حصدت أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأدت إلى دمار شبه كامل للبنى التحتية المدنية في القطاع.

المرحلة المقبلة ستُختبر فيها قدرة الأطراف على تثبيت الهدوء وتحويل الاتفاق إلى قاعدة دائمة لسلام مستقر، في وقت تلوّح فيه إسرائيل بشروط أمنية صارمة، وتطالب حماس بإعادة الإعمار ورفع الحصار.

وبين مشهد الفخر الذي عبّر عنه ترامب وحدود التطبيق الميداني في غزة، يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار يشكل بداية مرحلة جديدة، لا يُعرف بعد إن كانت ستقود إلى تسوية سياسية شاملة، أم إلى هدنة طويلة تخفي وراءها جولات أخرى من الصراع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2