لماذا يعيش الجنود الإسرائيليون انهياراًنفسياً واجتماعياً بعد هجوم طوفان الأقصى؟

2025.10.25 - 08:04
Facebook Share
طباعة

بعد مرور عامين على هجوم "طوفان الأقصى"، لم تعد صورة "الجندي البطل" في إسرائيل كما كانت، شهادة الجندي الإسرائيلي "غادي" (اسم مستعار) تكشف عمق الأزمة النفسية والاجتماعية التي تعصف بالجنود الذين شاركوا في الحرب، وتبين كيف تحولت الخدمة الاحتياطية الطويلة إلى عبء مدمر على حياتهم وعائلاتهم، الغياب الطويل عن المنزل والتعرض المستمر للقتال في غزة ولبنان وسوريا ترك آثارًا عميقة على الروابط الأسرية، وفقدان شعور بالمعنى الشخصي والهوية الوطنية، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".

غادي يصف الجنود الذين عادوا من الجبهات بأنهم أصبحوا "أنصاف بشر"، يعيشون عزلة نفسية شديدة، مع تفكك في الحياة الأسرية، وضعف القدرة على التواصل مع الزوجة والأطفال، وإحساس دائم بعدم الانتماء للمجتمع الذي يقدر فقط المظهر الخارجي للبطولة.
ويشير إلى أن التقدير الرمزي أو الكلمات التقليدية من المجتمع والمحيط العسكري لا تعكس حقيقة الانكسار النفسي الذي أصابهم، بل تزيد من شعورهم بالغضب والإحباط.

الخبرة الطويلة لغادي وفريقه في ساحات القتال تكشف أن الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي أداة لاستنزاف حياة الجنود على المستوى النفسي والاجتماعي.
العائلات تعيش تحت ضغط مستمر، والزوجات تتحمل المسؤولية اليومية مع الخوف الدائم على سلامة الأزواج، دون أي دعم مؤسسي فعال ويصف غادي فكرة "المساواة في الأعباء" التي تروج لها الحكومة بأنها مجرد خداع، إذ تتحول إلى "مساواة في استغلال الحياة"، حيث يُستنزف الجنود جسديًا ونفسيًا دون أي اعتبار لحقوقهم الإنسانية أو رفاهيتهم.

الحرب تركت أثرًا أكبر من مجرد النتائج العسكرية؛ فقد فجرت أزمة هوية عميقة داخل الجيش والمجتمع الإسرائيلي، وكشفت هشاشة المؤسسات العسكرية في التعامل مع آثار الصراعات الممتدة.
الجنود الذين عادوا إلى منازلهم يواجهون صعوبة في إعادة بناء حياتهم اليومية، في حين تُظهر الشهادة أن الدولة لم تقدم حلولًا عملية لمعالجة الانكسار النفسي والاجتماعي، مكتفية بوسائل رمزية أو مالية لا تفي بالغرض.

في النهاية، وضح التقرير صورة أوسع لأزمة مستمرة، حيث تتحول الحروب الطويلة إلى عوامل تهدم الجنود والمجتمع على حد سواء، الجندي الإسرائيلي لم يعد نموذج البطولة، بل أصبح مثالًا على الإنسان المنهك والمعرض للانكسار، وسط غياب أي استراتيجية حقيقية للتعافي النفسي والاجتماعي بعد الصراعات المسلحة.
إن الدروس التي تحملها هذه الشهادة ليست فقط عن الحرب الميدانية، بل عن الحاجة الملحة لإعادة النظر في كيفية حماية الجنود ودعم أسرهم، وضمان أن الخدمة العسكرية لا تتحول إلى معاناة دائمة تلتهم حياة البشر قبل أن تؤثر على الساحة العسكرية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8