مصر تحسم ملف غزة: التنفيذ الكامل للاتفاق أو لا استقرار

2025.10.25 - 02:02
Facebook Share
طباعة

في ظل أجواء إقليمية مشحونة بالتحديات السياسية والإنسانية، أكدت مصر مجددًا تمسكها بضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، معتبرةً أن تطبيق جميع بنود الاتفاق هو الركيزة الأساسية لضمان وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.

وخلال اتصالين هاتفيين أجراهما وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيريه الهولندي دافيد فان فييل والتركي هاكان فيدان، شدّد عبد العاطي على أهمية احترام نص الاتفاق الذي تم التوقيع عليه خلال قمة شرم الشيخ للسلام، معتبراً أن أي إخلال ببنوده سيقوض فرص تثبيت التهدئة ويعيد دوامة العنف إلى المربع الأول.

 

مؤتمر دولي مرتقب في القاهرة لإعادة إعمار غزة

وفي خطوة عملية لترجمة الالتزامات إلى واقع، أعلنت القاهرة عزمها على استضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة خلال نوفمبر المقبل، بمشاركة دولية وعربية واسعة.

وأكد عبد العاطي أن المؤتمر سيأتي في إطار الخطة العربية – الإسلامية للتعافي المبكر، بالتوازي مع خطة السلام الأمريكية الجديدة التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، والتي تم اعتمادها كأساس للاتفاق الأخير. ولفت إلى أن مصر تسعى لتوحيد الجهود الدولية لضمان تنفيذ خطط الإعمار بشكل متسق يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني ويضع أسساً تنموية طويلة الأمد داخل القطاع.

 

تنسيق مصري – تركي لتعزيز الاستقرار

وخلال مباحثاته مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، تناول الجانبان التطورات الإقليمية المتصلة بالقضية الفلسطينية، وجرى التأكيد على أهمية التنسيق المشترك بين القاهرة وأنقرة لمتابعة مراحل تنفيذ الاتفاق بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

وأشار الوزيران إلى أن تثبيت التهدئة وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى سكان غزة يمثلان اختبارًا حقيقيًا لجدية الأطراف كافة في الالتزام ببنود الاتفاق، خاصة في ظل التحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.

 

القاهرة تحشد الدعم الأوروبي والدولي

وفي السياق ذاته، بحث عبد العاطي مع نظيره الهولندي سبل تفعيل الدور الأوروبي في دعم الاستقرار بغزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عراقيل. وأشاد الوزير الهولندي، وفق بيان الخارجية المصرية، بالدور المحوري الذي اضطلعت به القاهرة في التوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب استنادًا إلى مبادرة الرئيس الأمريكي، مؤكدًا استعداد بلاده للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.


اتفاق شرم الشيخ... بداية مرحلة جديدة

يُذكر أن قمة شرم الشيخ للسلام، التي عقدت مطلع أكتوبر الجاري، كانت قد شهدت توقيع اتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي، بعد مفاوضات ماراثونية استمرت أسابيع.

وينص الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وبدء مرحلة انتقالية برعاية أممية، تمهيدًا لإعادة الإعمار وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية ضمن إطار السلطة الفلسطينية.

 


تسعى مصر من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكثفة إلى ضمان تثبيت اتفاق غزة كمنطلق لمسار سياسي جديد في المنطقة، يوقف دوامة العنف ويعيد الأمل بإعادة إعمار القطاع المدمّر.
وفي ظل الدعم الإقليمي المتزايد، تبدو القاهرة اليوم في موقع القيادة لمسار إعادة الاستقرار إلى غزة، مستفيدةً من شبكة علاقاتها المتوازنة مع واشنطن وأنقرة والعواصم الأوروبية، بما يجعلها الضامن الأبرز لمرحلة ما بعد الحرب.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10