عاشت قرى سهل عكار في ريف طرطوس ليلة استثنائية من الفوضى والخوف، بعدما أقدم مسلحون ملثمون يستقلون دراجات نارية وسيارات من دون لوحات على اقتحام عدة قرى متجاورة في المنطقة، مطلقين النار عشوائياً ومعتدين على الأهالي ومنازلهم في مشهد غير مسبوق أثار حالة من الذعر بين السكان.
وبحسب ما أفاد شهود من المنطقة، امتدت الهجمات لتشمل قرى سمكة ودكيكة وزيادة والمنطار والصفصافة، حيث شوهد المسلحون وهم يجوبون الطرقات ليلاً مدججين بالأسلحة، ويطلقون النار في الهواء وعلى واجهات المنازل لإرهاب الأهالي، قبل أن يباشروا عمليات سلب وسرقة استهدفت الأموال والمجوهرات والأجهزة الإلكترونية.
وأكدت شهادات متقاطعة أن المهاجمين عمدوا إلى ضرب عدد من المواطنين أثناء اقتحام منازلهم، في محاولة لانتزاع ما بحوزتهم من مقتنيات ثمينة، فيما فضّل آخرون الفرار إلى البساتين القريبة هرباً من الرصاص الكثيف. وأشار الأهالي إلى أن المهاجمين كانوا يتحركون بسرعة فائقة ويغيّرون مواقعهم باستمرار، ما جعل من الصعب تعقّبهم في الوقت ذاته.
الاعتداءات التي استمرت لساعات متقطعة خلال الليل، خلّفت أضراراً مادية كبيرة، وخلّفت وراءها حالة من الهلع العام، خصوصاً في صفوف الأطفال والنساء، بينما تركزت النداءات بين السكان على ضرورة تكثيف الدوريات الأمنية وتعزيز نقاط الحراسة في محيط القرى، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تُعد نادرة في المنطقة.
وقال أحد وجهاء القرى إن ما حدث “لم يكن بدافع السرقة فقط، بل كان بقصد الترويع وإثارة الفوضى”، موضحاً أن أسلوب المهاجمين وملابسهم الموحدة يشيران إلى تنظيم دقيق ومدروس، وليس مجرد تصرف عشوائي. وأضاف أن الأهالي بدأوا بتنظيم مجموعات تطوعية لمراقبة المداخل والطرقات الفرعية خلال ساعات الليل حتى تعود الطمأنينة إلى السكان.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة الساحلية هدوءاً أمنياً نسبياً مقارنة بسواها من المحافظات، ما يجعل من هذه الحادثة حدثاً لافتاً ومقلقاً في آن. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة هوية المهاجمين ودوافعهم، وسط تأكيدات رسمية بأن الجهات المختصة تتابع الوضع وتعمل على ضبط المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون.