إيران ترفع نبرة التحدي: "جاهزون براً وجواً وبحراً".. رسالة ردع جديدة

2025.10.24 - 05:04
Facebook Share
طباعة

في ظل التصعيد المستمر بين طهران وتل أبيب، ومع تزايد المؤشرات على احتمال تجدد المواجهة العسكرية، أعلن الجيش الإيراني أنه في أعلى درجات الجاهزية لمواجهة أي تهديدات خارجية، مؤكداً استعداده الكاملة للرد في البر والجو والبحر.
وجاءت هذه التصريحات بعد أشهر من الغارات الإسرائيلية غير المسبوقة على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، والتي كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة في بنية الدفاع الإيرانية، وأشعلت موجة من الغضب والتهديدات المتبادلة بين الطرفين.

 

تأكيدات إيرانية بـ"الجاهزية الكاملة"

في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي، قال نائب رئيس شؤون التنسيق في الجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، إن القوات المسلحة الإيرانية “تتمتع اليوم بأعلى درجات الجاهزية”، مؤكداً أن الجيش مستعد “لمواجهة أي تهديد، براً وجواً وبحراً”.
وأضاف أن هذه الجاهزية تمثل "ضمانة لمستقبل البلاد وأمنها القومي"، في إشارة إلى ما تعتبره طهران حرب استنزاف استخباراتية وعسكرية تشنها إسرائيل ضدها منذ سنوات.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تواصل فيه إيران تنفيذ مناورات عسكرية متكررة في مياه الخليج ومضيق هرمز، بالتزامن مع تعزيز قواتها الجوية والبحرية ونشر منظومات دفاعية محلية الصنع، وسط مراقبة دقيقة من واشنطن وتل أبيب.

 


"أبواب الجحيم".. لغة تهديد متجددة

في الأشهر الأخيرة، صعّدت إيران من لهجتها تجاه إسرائيل، متوعدة بفتح ما وصفته بـ"أبواب الجحيم" في حال تعرضت أراضيها لهجوم جديد.
ويؤكد محللون أن هذا التصعيد الكلامي يعكس محاولة إيرانية لاستعادة الردع المعنوي بعد الضربات الجوية التي نُفذت في يونيو الماضي، والتي أسفرت عن تدمير مواقع استراتيجية واغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين، وفق تقارير دولية.

وقد اعترف مسؤولون إيرانيون بأن بعض تلك الضربات نُفذ من داخل الأراضي الإيرانية عبر خلايا استخباراتية نائمة، ما شكّل اختراقاً أمنياً عميقاً أربك أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

 


تل أبيب: "المعركة لم تنتهِ"

من جهته، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن مؤخراً أن إسرائيل “حققت نجاحات استراتيجية كبرى في الوصول إلى سماء طهران”، مؤكداً أن “المعركة لم تنته بعد”، في إشارة إلى استمرار العمليات السرّية والمراقبة المكثفة داخل العمق الإيراني.
ويأتي هذا التصريح ضمن سلسلة تصريحات إسرائيلية متكررة تؤكد أن تل أبيب لن تتهاون مع ما تعتبره تهديداً وجودياً من البرنامج النووي الإيراني.

 


مناورات وردع في الخليج

في السياق ذاته، يواصل الجيش الإيراني تعزيز وجوده في مضيق هرمز وبحر عمان، معلناً مؤخراً عن تطوير طائرات مسيّرة هجومية وصواريخ بحر–بحر جديدة، بالتوازي مع تعاون وثيق مع روسيا في مجالات الدفاع الجوي والتقنيات الصاروخية.
ويرى مراقبون أن إيران تحاول توجيه رسالة مزدوجة: من جهة إظهار الجاهزية في مواجهة أي هجوم، ومن جهة أخرى التلويح بقوتها الإقليمية في حال حاولت إسرائيل أو الولايات المتحدة اختبار خطوطها الحمراء مجدداً.

 


يرى خبراء عسكريون أن التصريحات الأخيرة تأتي ضمن حرب رسائل متبادلة تهدف إلى تثبيت قواعد اشتباك جديدة بعد صيفٍ شهد مواجهة جوية محدودة لكنها كشفت حجم هشاشة الدفاع الإيراني أمام التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
فبينما تحاول طهران ترميم صورتها داخلياً بعد الاغتيالات والاختراقات الأمنية، تواصل تل أبيب تبني استراتيجية "الضرب الوقائي"، مدعومة بتنسيق استخباراتي أميركي.

ويبدو أن إيران، في ضوء هذه التطورات، تتحرك وفق استراتيجية دفاعية استباقية تقوم على إظهار القوة والجاهزية لتفادي اندلاع مواجهة شاملة قد تكون كلفتها باهظة داخلياً، خصوصاً مع الضغوط الاقتصادية والعقوبات المستمرة.

 

تصريحات الجيش الإيراني الأخيرة تمثل محاولة لطمأنة الداخل واستعادة توازن الردع مع إسرائيل، لكنها في الوقت ذاته تكشف حجم القلق في طهران من تكرار هجمات جوية أو سيبرانية مباغتة.
وفي ظل استمرار التهديدات المتبادلة والتوتر الإقليمي، تبدو المنطقة أمام صيفٍ سياسي وعسكري مفتوح، حيث قد يتحول أي خطأ في الحسابات إلى مواجهة شاملة بين إيران وإسرائيل، تمتد تداعياتها إلى الخليج والبحر الأحمر وربما ما هو أبعد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8