حماس: توافق فصائلي على رؤية موحدة لتنفيذ اتفاق غزة

2025.10.24 - 01:37
Facebook Share
طباعة

في ظل استمرار الاجتماعات الفلسطينية في القاهرة، برعاية مصرية وبدعم من الوسطاء الإقليميين والدوليين، أعلنت حركة حماس عن توافق فصائلي شامل على رؤية موحدة لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ الخاص بوقف إطلاق النار في غزة. يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الإسرائيلية للحركة بـ“المماطلة في تنفيذ التزاماتها”، خصوصاً ما يتعلق بتسليم جثث الرهائن الإسرائيليين، فيما تؤكد الفصائل أن أولويتها هي تثبيت الهدنة وتخفيف الحصار عن القطاع.

 

رؤية موحدة ومتابعة تنفيذية دقيقة


قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن الفصائل الفلسطينية اجتمعت على “رؤية موحدة لتنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني”.
وأوضح بدران في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية أن هذه الجولة من الاجتماعات “تميزت بمشاركة واسعة للفصائل الرئيسية”، مشيراً إلى أن الاجتماعات الثنائية والجماعية أفضت إلى “تفاهمات واضحة حول آليات تنفيذ الاتفاق وضمان جدّية الالتزام به من جميع الأطراف”.

وأضاف أن الاجتماع الذي تستضيفه القاهرة هو الأول بعد اتفاق شرم الشيخ، ويهدف إلى وضع خطوات عملية للمرحلة المقبلة، مؤكداً أن هناك توافقاً وطنياً فلسطينياً يشمل مختلف القضايا قيد البحث، وفي مقدمتها ملف إعادة الإعمار وتثبيت وقف إطلاق النار.


اتفاق شرم الشيخ بين التثبيت والاختبار


يُشار إلى أن اتفاق شرم الشيخ جاء ثمرة مفاوضات طويلة بين الفصائل الفلسطينية، بوساطة مصرية وبتنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا. وقد دخلت المرحلة الأولى من خطة غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، بعد أن طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كجزء من “خطة السلام المرحلية”.

وتضمنت المرحلة الأولى وقفاً متبادلاً لإطلاق النار، وفتحاً جزئياً للمعابر، إلى جانب ترتيبات أمنية مؤقتة على طول الحدود بين غزة وإسرائيل، بينما تنص المرحلة الثانية على بدء إعادة الإعمار، وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في القطاع، وإطلاق مسار سياسي جديد بإشراف مصري–أميركي مشترك.

لكنّ تنفيذ الاتفاق واجه اختراقات إسرائيلية متكررة خلال الأيام الماضية، تزامنت مع تصريحات إسرائيلية تتهم حماس بـ“التلكؤ في تسليم جثث الرهائن”، ما اعتبرته الحركة “ذريعة لتبرير استمرار الخروقات”.


اختبار جديد للوحدة الفلسطينية والوساطة المصرية

 

يرى مراقبون أن الاجتماعات الحالية في القاهرة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الفصائل على الحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الضغوط الدولية والإسرائيلية. فبينما تسعى القاهرة لتثبيت التهدئة والدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية، تحاول إسرائيل فرض تعديلات ميدانية على الاتفاق عبر استهدافات محدودة في غزة والضفة، لتذكير الوسطاء بأنها “ما تزال تمسك بالميدان”.

ويؤكد محللون أن نجاح هذه الجولة سيعزز مكانة مصر كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني، خصوصاً مع تراجع الدور القطري خلال الأشهر الأخيرة، مقابل تزايد التنسيق المصري–الأميركي بشأن ضمانات التنفيذ وملف الإعمار.


اتفاق على الورق وتحديات في الميدان

 

رغم إعلان حماس والفصائل عن “رؤية موحدة”، فإن الطريق إلى تثبيت اتفاق غزة ما زال محفوفاً بالعقبات، وسط تصاعد التوترات الميدانية في بعض مناطق القطاع. فالميدان يبقى المؤشر الأهم على صدقية الاتفاق، فيما يظلّ الدور المصري محورياً في ترجمة هذا التوافق السياسي إلى واقع ملموس على الأرض.

ومع انتقال الملف إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، تبدو غزة أمام مفترق طرق حاسم: إما ترسيخ التهدئة والانطلاق نحو إعادة الإعمار، أو العودة إلى دائرة التصعيد إذا فشلت الأطراف في كبح الخروقات وتثبيت الهدنة بشكل متكامل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10