غارة دقيقة في عمق الجنوب اللبناني.. إسرائيل تواصل “حرب الظل” ضد حزب الله

2025.10.24 - 01:31
Facebook Share
طباعة

مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، عاد التوتر إلى الواجهة مجددًا رغم مرور نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن وباريس بين إسرائيل وحزب الله. ففي أحدث تطور، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة دقيقة بصاروخ موجه استهدفت سيارة مدنية في بلدة تول الجنوبية، ما أدى إلى مقتل عنصر من حزب الله وتصاعد ألسنة اللهب من المركبة في مشهد أعاد مشاهد الحرب الأخيرة إلى الأذهان.


الغارة جاءت بعد سلسلة هجمات إسرائيلية شنتها القوات الجوية خلال الساعات الماضية على مناطق في البقاع شرق لبنان، بالإضافة إلى غارات أخرى في الشمال قالت تل أبيب إنها استهدفت “بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للقناة إن الهدف من هذه العمليات “منع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية في الجنوب اللبناني”، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي يرصد بدقة أي تحرك أو نشاط ميداني لعناصر الحزب على طول الحدود”.

وكشف المصدر أن إسرائيل استهدفت أكثر من 300 عنصر من حزب الله منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، مشيراً إلى أن “الضربات الحالية تأتي في إطار الردع الاستباقي وليس التصعيد”.

 

يُذكر أن اتفاق الهدنة المبرم العام الماضي نص على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على مسافة تقارب 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال اللبنانية التي توغلت فيها خلال الحرب. كما تضمّن الاتفاق التزاماً لبنانياً بـ“حصر السلاح بيد الدولة”، وهو ما أقرّته الحكومة اللبنانية رسميًا في أغسطس الماضي، مكلفة الجيش اللبناني بمهمة الانتشار الكامل في الجنوب.

لكنّ الواقع الميداني ظلّ بعيداً عن نصوص الاتفاق. فإسرائيل لم تنسحب بالكامل من خمس تلال استراتيجية ما زالت تسيطر عليها، بينما اتهمت تل أبيب حزب الله بإعادة بناء وحداته العسكرية في مناطق حدودية تحت غطاء “أنشطة مدنية”. من جهته، ينفي الحزب هذه المزاعم، مؤكداً أن “الاحتلال الإسرائيلي هو من يخرق الاتفاق باستمرار عبر الغارات والمسيرات الاستطلاعية التي تحلق فوق الأراضي اللبنانية حتى بيروت”.

 

يرى مراقبون أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تحمل رسائل متعددة؛ أولها إلى الداخل الإسرائيلي في ظل تصاعد الانتقادات للحكومة بسبب التوترات المستمرة مع حزب الله، وثانيها إلى المجتمع الدولي، لتأكيد أن تل أبيب “لن تسمح بإعادة بناء قوة الحزب العسكرية قرب حدودها”.

في المقابل، يشير محللون لبنانيون إلى أن استمرار هذه الضربات يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة البلاد إلى دوامة المواجهة، خصوصاً مع ضغوط داخلية على الحكومة اللبنانية بسبب بطء تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة.


الجنوب بين ضغوط الردع واحتمال الانفجار
بينما تؤكد إسرائيل أنها “تدافع عن حدودها”، يرى خصومها أن الغارات الأخيرة تمثل خرقاً صريحاً للهدنة ومحاولة لفرض أمر واقع جديد في الجنوب اللبناني. وفي ظل غياب أي وساطة دولية نشطة حالياً، يبدو أن الحدود الجنوبية مرشحة لمزيد من التصعيد، ما لم تُفعّل آليات الرقابة التي نص عليها الاتفاق الأمريكي–الفرنسي، أو يُعاد إطلاق مسار سياسي يضمن تنفيذ بنوده بالكامل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9