نائب الرئيس الأميركي يتهم إسرائيل بخداعه بعد تصويت الكنيست على "الضم"

2025.10.23 - 03:38
Facebook Share
طباعة

فجّر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس جدلاً دبلوماسياً جديداً بعد أن أعلن شعوره بأنه "تعرّض للخداع" من قبل المسؤولين الإسرائيليين عقب تصويت الكنيست على مشروع قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، في خطوة تُعتبر بمثابة إعلان ضم فعلي لمناطق فلسطينية محتلة، رغم اعتراضات واشنطن.

وقال فانس في تصريحات غاضبة: "كان الأمر غريباً جداً، شعرت بالحيرة الشديدة. أُخبرت مراراً أن التصويت رمزي فقط، وأنه مجرد وسيلة لكسب نقاط سياسية داخلية. إذا كان ذلك صحيحاً، فهو تصرف غبي حقًا، وأنا مستاء منه".

 

التصريح الذي بثّته وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، يكشف عن توتر غير مسبوق بين إدارة ترامب الثانية وتل أبيب، إذ كان فانس قد زار إسرائيل قبل أيام في إطار تأكيد الدعم الأميركي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الاتفاق الذي بات الآن مهدداً بفعل الخطوة الإسرائيلية.

 

تحذيرات أميركية وتباين داخل إدارة ترامب

تزامن موقف فانس مع تحذير صريح من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي قال قبيل زيارته إلى إسرائيل إن "المضي قدماً في هذا التشريع قد يهدد اتفاق وقف النار في غزة، بل وقد يعطل تنفيذ خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب".
هذه التصريحات تؤكد أن إدارة ترامب تواجه انقساماً داخلياً واضحاً بين التيار الداعم لإسرائيل دون قيد، وذلك الذي يرى أن سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرفة قد تجرّ المنطقة إلى مواجهة جديدة وتنسف مكاسب واشنطن في إعادة ترتيب المشهد الإقليمي.

 

خلفية التصويت في الكنيست: انتصار رمزي أم استفزاز محسوب؟

تم تمرير التصويت الأولي في الكنيست بفارق صوت واحد فقط (25 مقابل 24) بعد نقاش حاد داخل البرلمان الإسرائيلي، وسط اعتراضات من المعارضة التي حذّرت من "مغامرة دبلوماسية" قد تكلّف إسرائيل الكثير على الصعيد الدولي.
وسينتقل مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لمناقشته قبل القراءتين الثانية والثالثة، ما يعني أن الصراع السياسي حوله ما زال مفتوحاً.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّه تحذيراً لوزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بعد تصعيده الخطابي ضد الأميركيين قائلاً له: "عندما يزورنا نائب الرئيس ترامب، لا تضع إصبعك في عينه!"
في إشارة واضحة إلى انزعاج نتنياهو من توقيت التصويت، الذي وضع حكومته في مواجهة مع أقرب حلفائها.

 

 

ردود الفعل الدولية: رفض واسع ودعم ثابت للفلسطينيين

أعربت عدة دول أوروبية وعربية عن رفضها القاطع لتصويت الكنيست، مؤكدة أن أي خطوة أحادية الجانب تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وجددت العواصم المعنية دعمها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وسط دعوات لاستئناف المفاوضات السياسية المتوقفة منذ سنوات.

 

 

تعبير فانس عن "الخداع" يعكس تبدلاً في المزاج الأميركي تجاه إسرائيل، حتى داخل الإدارة الجمهورية المعروفة بتأييدها الواسع لتل أبيب.
كما أن هذا الموقف يعيد إلى الواجهة التناقضات البنيوية في التحالف الأميركي – الإسرائيلي: دعم غير مشروط من جهة، واستياء من الخطوات التي تهدد المصالح الأميركية في استقرار المنطقة من جهة أخرى.

وفي ظل هذا المشهد، تبدو العلاقة بين واشنطن وتل أبيب مقبلة على مرحلة إعادة تموضع دقيقة، خاصة إذا استمرت حكومة نتنياهو في الدفع نحو ضم الضفة عملياً، في ظل صمت دولي متزايد وانقسام أميركي داخلي حول "حدود الدعم لإسرائيل".
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9