القدس تستغيث.. الأقصى يواجه أخطر مرحلة منذ احتلال 1967

2025.10.23 - 02:50
Facebook Share
طباعة

حذّرت محافظة القدس، اليوم الخميس، من خطورة استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عمليات الحفر والأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك وفي محيط البلدة القديمة، مؤكدة أن هذه الأعمال "تهدد بانهيار أجزاء من المسجد، وتشكل تعدّياً صارخاً على التراث الإسلامي والهوية الفلسطينية للمدينة".

وقالت المحافظة في بيان رسمي إن الأنفاق التي تُحفر في باطن الأرض أسفل الأقصى تتسع بشكل متسارع، وسط صمت دولي مريب تجاه ما وصفته بـ"أخطر اعتداء هيكلي على الحرم الشريف منذ احتلال القدس عام 1967".

 

وأشار مستشار محافظة القدس، معروف الرفاعي، إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت صباح الخميس مدخل بلدة عناتا شمال شرق القدس، ووزّعت إخطارات هدم طالت منشآت صناعية كبيرة بينها مصانع حديد وأثاث، بحجة إقامة شارع وجسر يربط بين مفرق عناتا وحاجز حزما.

وأوضح الرفاعي أن هذه الخطوة "تندرج ضمن مخطط استيطاني عنصري جديد"، يهدف إلى فصل حركة الفلسطينيين عن المستوطنين عبر إنشاء شوارع مخصصة لكل طرف، مشيراً إلى أن المشروع يسعى لإلغاء أي وجود فلسطيني في المنطقة الممتدة بين عناتا والزعيم، وهي منطقة استراتيجية تتحكم بمدخل القدس الشرقي.

وأضاف أن "الاحتلال لا يرغب بوجود أي منشآت فلسطينية في مسار هذا المشروع"، مشيراً إلى أن عمليات الهدم تتكرر منذ سنوات تحت ذرائع واهية مثل "عدم الترخيص" أو "القرب من جدار الفصل"، بينما الهدف الحقيقي هو تغيير المعالم الديموغرافية والهندسية للقدس الشرقية.

 

وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
ووفق شهود عيان، فقد نفّذ المستوطنون جولات استفزازية داخل باحات الحرم، في وقت شدّدت فيه قوات الاحتلال إجراءاتها على مداخل المسجد وأبوابه، ومنعت عدداً من المصلين من دخوله.

وتأتي هذه الاقتحامات ضمن تصعيد مستمر منذ أسابيع، حيث تحوّل الأقصى إلى ساحة مواجهة دائمة بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي تؤمّن اقتحامات الجماعات المتطرفة بدعوى "الاحتفال بالأعياد اليهودية".

موقف سعودي ثابت وتحذير من التصعيد

من جانبها، جدّدت المملكة العربية السعودية إداناتها المتكررة لهذه الانتهاكات، مؤكدة في بيانات رسمية عن وزارة الخارجية أن اقتحام المسؤولين والمستوطنين الإسرائيليين لباحات الأقصى يشكّل "اعتداءً سافراً على حرمة المقدسات الإسلامية واستفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم".

وشدّدت الرياض على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، محذّرة من أن استمرار هذه الممارسات "يهدد بتفجير الأوضاع وإشعال توترات إقليمية واسعة".

 

تتزامن التحذيرات الفلسطينية مع تقارير هندسية سابقة صدرت عن هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس، أكدت فيها أن التشققات التي ظهرت في عدد من الأبنية المحيطة بالأقصى ناجمة عن أعمال حفر إسرائيلية مكثفة تجري تحت أسوار الحرم، في محاولة لربط شبكة أنفاق تصل بين حيّ سلوان وباب المغاربة.

إسرائيل تسعى عبر هذا المشروع إلى خلق “واقع أثري بديل” يربط الموروث اليهودي المزعوم بموقع المسجد الأقصى، في خطوة تُمهّد لتكريس السيطرة الكاملة عليه وتغيير طابعه الديني والتاريخي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10