كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على حشد دعم سياسي ومالي وعسكري من دول الخليج العربي، تمهيداً لنشر قوة دولية في قطاع غزة خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، في خطوة تُعيد طرح واشنطن لاعباً مركزياً في صياغة مستقبل القطاع بعد عامين من الحرب.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن الإدارة "تعمل على تعبئة الدعم العربي لقوة استقرار دولية"، مشيراً إلى أن الهدف منها هو تأمين بيئة مستقرة في غزة تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار وتنفيذ ما وصفه بـ"المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام".
وفي موازاة ذلك، تجري واشنطن محادثات مع عواصم خليجية بشأن إنشاء ما يسمى بـ"مجلس السلام"، وهو هيئة إشرافية جديدة يُتوقع أن يرأسها الرئيس ترامب شخصياً، لتتولى تنسيق إعادة إعمار غزة وتأمين التمويل الدولي والإقليمي اللازم.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي في إطار جولة دبلوماسية مكثفة شهدت زيارات متتابعة إلى المنطقة، شملت نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، إضافة إلى المبعوث الخاص لتسوية النزاع في غزة ستيف ويتكوف، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، في إشارة إلى أن الملف الفلسطيني عاد إلى قلب أولويات البيت الأبيض.
وتسعى إدارة ترامب إلى استثمار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة تهدف إلى ترسيخ الهدوء وتهيئة الأجواء لترتيبات ما بعد الحرب، بالتنسيق مع إسرائيل ودول عربية مؤثرة في الخليج.
وكان ترامب قد أعلن في التاسع من أكتوبر أن إسرائيل وحركة "حماس" توصّلتا إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطته للسلام، في إطار مسار جديد تسعى واشنطن لتثبيته كبديل عن المبادرات الأممية السابقة.
ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها محاولة أمريكية لإعادة فرض نفوذها في ملف غزة، وسط تنافس إقليمي متصاعد على إدارة مرحلة ما بعد الصراع، وتباين في المواقف العربية إزاء فكرة نشر قوات دولية على الأرض.