كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن تباينات داخل الإدارة الأمريكية بشأن التحركات الأخيرة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين كباراً آخرين تصرفوا بشكل منفرد دون توجيهات مباشرة من الرئيس دونالد ترامب خلال زيارتهم إلى إسرائيل، في خطوة أثارت جدلاً حول وحدة الموقف الأمريكي تجاه الصراع في غزة واتفاق وقف إطلاق النار الجديد.
ووفقاً لمصادر رفيعة تحدثت للصحيفة، فإن روبيو وعدداً من كبار مسؤولي الإدارة نسّقوا زياراتهم إلى تل أبيب بمبادرة شخصية، بعيداً عن تعليمات البيت الأبيض. وتأتي هذه الزيارات المتتالية — التي شملت أيضاً نائب الرئيس جاي دي فانس، والمبعوث الأمريكي لتسوية النزاع في غزة ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر — في إطار مساعٍ لطمأنة الحكومة الإسرائيلية وضمان استقرار اتفاق الهدنة الموقع حديثاً مع حركة حماس.
التحركات الأمريكية المكثفة تعكس قلقاً متزايداً داخل واشنطن من احتمال انهيار الاتفاق في مراحله الأولى، خصوصاً مع استمرار هشاشة الأوضاع الميدانية في القطاع، والتباين داخل المؤسسة الإسرائيلية حول آليات تنفيذ خطة السلام التي أعلنها ترامب في 9 أكتوبر، والتي تنص على خطوات تدريجية لإنهاء القتال وإعادة إعمار غزة.
ويرى محللون أن ما يجري يعكس وجود تيارات متنافسة داخل الإدارة الأمريكية الجديدة، بعضها يسعى لتكريس نفوذ مباشر في الملف الإسرائيلي ـ الفلسطيني، بينما يفضّل آخرون الالتزام بالنهج الدبلوماسي البطيء الذي يديره البيت الأبيض رسمياً. كما يشير مراقبون إلى أن زيارة روبيو غير المنسقة قد تُفهم في تل أبيب باعتبارها دعماً مطلقاً من واشنطن، ما قد يعقد جهود التهدئة التي تحاول الإدارة تسويقها إقليمياً.
التحركات المستقلة لمسؤولين أمريكيين نحو إسرائيل تكشف عن ارتباك داخل الإدارة الأمريكية في إدارة ملف غزة، وتثير تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على الحفاظ على وحدة رؤيتها في مرحلة ما بعد الحرب.
وبينما يحاول ترامب تسويق اتفاقه كـ«صفقة إنهاء الصراع»، يبدو أن داخل فريقه من لا يلتزم تماماً بخطوطها الدبلوماسية، ما قد يهدد بتقويضها قبل أن تبدأ فعلياً.