رغم الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة والتهديدات المباشرة من قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، استأنفت سلطات مطار الخرطوم الدولي تشغيله للرحلات الداخلية بعد توقف دام أكثر من عام ونصف، في خطوة تبين رغبة الحكومة السودانية في إعادة الحياة تدريجياً إلى العاصمة بعد فترة طويلة من الانقطاع، الهجمات التي طالت المطار خلال اليومين الماضيين سلطت الضوء على هشاشة الوضع الأمني واستمرار الخطر على البنية التحتية الحيوية، لكنها لم تمنع السلطات من المضي قدماً في إعادة تشغيل المطار، مع اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة العمليات الجوية.
حميدتي صعّد من لهجته في كلمة مصوّرة، مهدداً باستهداف أي مطار يُستخدم لشن ضربات على قواته أو المدنيين في مناطق سيطرته، مؤكداً أن أي طائرة أو مسيّرة تقلع من أي مطار داخلي أو خارجي يشكل هدفاً مشروعاً لقواته، وهو تهديد يعكس استمرار التوتر بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وعدم وجود اتفاق على ضبط العمليات العسكرية للطرفين.
من جانب آخر، زار قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، المطار لتفقد الأضرار الطفيفة الناتجة عن الهجمات، مؤكداً التزام الجيش باستعادة السيطرة على الوضع الأمني ومنع أي محاولات تمرد مستقبلي.
الخطوة تأتي في إطار حرص الجيش على إعادة تشغيل المطار كرمز لاستعادة السيطرة على العاصمة وإعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي تدريجياً بعد فترة طويلة من توقف الرحلات.
يبرز في هذه التطورات استمرار الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» عبر استخدام الطائرات المسيّرة، وهو ما يضع تحديات كبيرة أمام الحكومة السودانية لإعادة بناء البنية التحتية وضمان الأمن للطائرات والمطارات.
رغم ذلك، فإن الاستمرار في تشغيل المطار يعبّر عن إرادة الحكومة في التغلب على التهديدات واستعادة الحياة الطبيعية في الخرطوم، إلى جانب الإشارة إلى قدرة الدولة على فرض سيطرتها على البنية التحتية الحيوية رغم الهجمات المتكررة.
تظهر هذه الأحداث أن السودان يمر بمرحلة معقدة حيث تتقاطع العمليات العسكرية مع الحاجة الملحة لإعادة الخدمات الأساسية، بما في ذلك النقل الجوي، وأن أي جهود لإعادة الاستقرار يجب أن تراعي التوازن بين الجانب الأمني ومطالب المدنيين بإعادة الحياة اليومية إلى طبيعتها.
الهجمات المتكررة تمثل تحدياً واضحاً للجيش والحكومة، لكنها أيضاً فرصة لإثبات قدرة الدولة على حماية بنيتها الحيوية وإظهار مصداقية السيطرة على الوضع الأمني أمام المواطنين والمجتمع الدولي.