واشنطن تسيطر على الملف الفلسطيني: فانس يوجّه إسرائيل وسط توافق هش

2025.10.22 - 11:29
Facebook Share
طباعة

تسارعت التحركات الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى إسرائيل، في خطوة اعتبرتها الصحف الأمريكية، وعلى رأسها واشنطن بوست، رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة تمسك بزمام المبادرة في الملف الإسرائيلي الفلسطيني.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة فانس لم تكن مجرد جولة بروتوكولية، بل حملت هدفًا مزدوجًا: الأول ضمان نجاح انتقال اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مرحلته التالية دون عراقيل، والثاني مراقبة الالتزام الإسرائيلي بعدم استئناف القتال. وفي هذا الإطار، نقلت واشنطن بوست عن غيل تالشير، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، قولها إن الزيارة تُظهر ضعف إسرائيل أمام الإدارة الأمريكية، وأن واشنطن تسعى للإشراف المباشر على التطورات السياسية والميدانية لضمان بقاء الاتفاق على مساره الصحيح ومنع أي تصعيد محتمل.

مصادر إسرائيلية وصفت الزيارة بأنها غير مسبوقة، مشيرة إلى أن مستوى التدخل الأمريكي في القرارات الإسرائيلية بلغ حدًا غير مألوف، وأن الحكومة الإسرائيلية أصبحت في وضع "دولة تابعة" للولايات المتحدة، حيث "ما تقوله واشنطن تفعله تل أبيب". ويعكس هذا النفوذ الأمريكي الحالي حجم السيطرة التي تمارسها واشنطن على إدارة الملف الفلسطيني، وهو ما يشير إلى أن الدور الأمريكي في المنطقة لا يقتصر على الوساطة الدبلوماسية بل يمتد إلى التأثير المباشر على السياسات الداخلية لإسرائيل.


يبدو أن واشنطن تعمل على تثبيت موقفها كضامن رئيسي لاستقرار غزة، مستفيدة من توازن القوى الإقليمي وضعف قدرات الأطراف المحلية على فرض إرادتهم. كما تؤكد هذه الخطوة على أن إدارة الولايات المتحدة، برغم الانتقادات الداخلية والخارجية، تسعى للحفاظ على حضورها العسكري والسياسي في الشرق الأوسط لضمان مصالحها الإستراتيجية، بما في ذلك أمن إسرائيل واستقرار الملف الفلسطيني.

في الوقت ذاته، يعكس هذا التدخل الأمريكي المتزايد تحديات مستقبلية أمام الحكومة الإسرائيلية، التي ستجد نفسها مضطرة لمراعاة التوجيهات الأمريكية في كل قرار سياسي أو أمني يتعلق بغزة، ما قد يفاقم الإحساس بالاعتماد على واشنطن ويعيد رسم خريطة النفوذ الإقليمي لصالح الولايات المتحدة.

 

تأتي زيارة فانس بعد أيام من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في وقت يشهد فيه القطاع حالة من الترقب الحذر للتطورات السياسية والأمنية. وقد شكلت هذه الجولة مؤشرًا واضحًا على رغبة الإدارة الأمريكية في مراقبة تطبيق الاتفاق ومواجهة أي محاولات لاستغلال الفراغ السياسي أو الأمني لإعادة تصعيد القتال.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9