الجنوب السوري يواجه تصعيداً إسرائيلياً يهدد الاستقرار الحدودي

2025.10.21 - 03:48
Facebook Share
طباعة

شهد الجنوب السوري منذ مطلع تشرين الأول الجاري سلسلة من التحركات العسكرية الإسرائيلية غير المسبوقة، تمثلت في أكثر من أربع وعشرين عملية توغل تخللتها مداهمات واعتقالات وتجريف أراضٍ وإطلاق قذائف مضيئة وتحليق مكثف للطائرات.

تركزت هذه العمليات في ريفي القنيطرة ودرعا، ما أثار حالة من القلق والاستياء بين السكان المحليين الذين أعربوا عن رفضهم لأي تدخلات عسكرية أو خارجية، وسط تساؤلات عن الموقف الرسمي للحكومة السورية الانتقالية حيال هذه التطورات.

بحسب المعلومات الميدانية، بدأت التوغلات في الأول من تشرين الأول عندما دخلت دورية إسرائيلية إلى قرية صيدا وأقامت حاجزاً مؤقتاً عند مفرق صيدا – الجولان، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع في أجواء ريف درعا الشمالي. وتوالت بعدها العمليات في قرى عين زيوان وكودنة والمعلقة، حيث نُفّذت عمليات تفتيش دون تسجيل اعتقالات.

وفي السادس من الشهر ذاته، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة شبان في قرية جملة بحوض اليرموك، ونصبت حواجز في قرى عين البيضة وسويسة كما شهد يوم السابع سقوط قذيفتين مدفعيتين على محيط قرية عابدين، بينما توغلت دوريات أخرى في الصمدانية الشرقية.

وفي الأيام التالية، سُجلت إصابات في صفوف المدنيين خلال أعمال توغل في ريف القنيطرة، مع استمرار عمليات التفتيش في قرى المعلقة ورويحينة.
كما نفذت القوات الإسرائيلية في العاشر من الشهر عملية واسعة على الطريق بين بلدتي العشة والرفيد، واعتقلت مواطنين اثنين في صيدا الحانوت.

وتواصلت التحركات الميدانية في الأيام اللاحقة، إذ نُصبت حواجز في مفرق أوفانيا، ونفذت عمليات تجريف في مناطق عدة، بينما شهدت قرى مثل الصمدانية والمشيرفة وأوفانيا انتشاراً عسكرياً كثيفاً. كما حاول مستوطنون في السادس عشر من تشرين الأول عبور هضبة الجولان باتجاه الأراضي السورية، في وقت أحرق فيه أهالي قرية عين القاضي عبوات المساعدات الإسرائيلية رفضاً لأي تدخل.

في الثامن عشر من الشهر، نفذت القوات الإسرائيلية أعمال تجريف في محمية جباتا الخشب، بالتوازي مع إطلاق قنابل مضيئة في القرى المحيطة وتحليق مكثف للطائرات. تلا ذلك استمرار التوغلات حتى العشرين من الشهر، حيث أجريت تدريبات عسكرية شملت انفجارات وتحليقاً لطائرات حربية، إلى جانب اعتقالات محدودة في بلدة رويحينة.

وأدت هذه التحركات إلى تصاعد المخاوف لدى المدنيين من توسع رقعة العمليات العسكرية، وسط مطالبات من المرصد السوري لحقوق الإنسان للسلطات المعنية بالتحرك الفوري لوضع حد للانتهاكات وحماية السكان في المناطق الحدودية، مع التأكيد على ضرورة احترام السيادة السورية وضمان أمن المدنيين في الجنوب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4