رئيس المخابرات المصرية في إسرائيل لبحث تثبيت الهدنة وتنفيذ المرحلة الأولى من "خطة ترامب"

2025.10.21 - 02:07
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت يعكس تسارع وتيرة الاتصالات الإقليمية والدولية حول مستقبل غزة، يتوجه رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد اليوم إلى إسرائيل، في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة آليات تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفق ما نقلته وسائل إعلام عربية وإسرائيلية متطابقة.

وذكرت المصادر أن الزيارة تأتي في إطار التحركات المصرية المستمرة لضمان استقرار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط ضغوط أمريكية لتفعيل المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإعادة ترتيب الوضع في غزة بعد أشهر من الحرب المدمرة.

مباحثات مكوكية وتنسيق مع واشنطن

وخلال الزيارة، من المقرر أن يجري رشاد سلسلة اجتماعات مغلقة مع مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار، إضافة إلى لقاء المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يزور تل أبيب حاليًا.
وتشير التقديرات إلى أن القاهرة تسعى إلى ضمان تنفيذ بنود الخطة الأمريكية بصورة تدريجية ومتوازنة، مع الحفاظ على خطوطها الحمراء المتعلقة بسيادة غزة ووحدة القرار الفلسطيني، وتجنب أي وجود أمني إسرائيلي دائم داخل القطاع.

تفاصيل المرحلة الأولى من الخطة

وبحسب ما أعلنه الرئيس ترامب في وقت سابق، فإن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مقابل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية إلى خطوط محددة داخل القطاع، إضافة إلى الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم عدد من المحكومين بالسجن المؤبد بتهم "إرهابية" وفق التصنيف الإسرائيلي.
ويُتوقع أن تشكل مصر محورًا أساسيًا في تنفيذ هذا التبادل المعقد، بما يشمل الإشراف اللوجستي على حركة الأسرى وضمانات الطرفين، إلى جانب التنسيق مع الوسطاء في قطر وتركيا.

القاهرة.. لاعب التوازن الإقليمي

تأتي زيارة رشاد في وقت تحاول فيه القاهرة إعادة تثبيت موقعها كوسيط رئيسي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط محاولات من أطراف أخرى للدخول على خط الوساطة.
ويرى مراقبون أن التحرك المصري يعكس إدراكًا مبكرًا بأن ترتيبات ما بعد الحرب لن تقتصر على الشق الإنساني أو الأمني، بل ستطال البنية السياسية للقطاع، الأمر الذي يضع مصر في موقع استراتيجي حساس بين واشنطن وتل أبيب من جهة، والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى.

بين الهدنة وإعادة الإعمار

الزيارة تأتي بالتزامن مع تسريبات إسرائيلية حول مطالب تل أبيب بتفكيك حماس وإغلاق الأنفاق قبل الشروع في إعادة إعمار غزة، وهي شروط اعتبرتها الحركة "مستحيلة التنفيذ" وتتناقض مع روح التفاهمات التي يجري بحثها.
وفي ظل هذه التعقيدات، تحاول القاهرة تجنب انهيار الهدنة الهشة التي تمثل نافذة الأمل الوحيدة لإدخال المساعدات وإطلاق عملية إعادة الإعمار، مع الحفاظ على مساحة للحوار بين مختلف الأطراف لتجنب تجدد التصعيد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2