زيارة فانس إلى إسرائيل.. إنقاذ اتفاق أم تثبيت الوصاية على غزة؟

2025.10.21 - 12:40
Facebook Share
طباعة

في محاولة جديدة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار المتداعي بين إسرائيل وحركة "حماس"، يصل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى تل أبيب، الأربعاء، في زيارة وُصفت بأنها “حاسمة” لإنقاذ التفاهمات الهشة التي تواجه خطر الانهيار الكامل، بعد أيام من التوترات الميدانية في جنوب قطاع غزة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تأتي الزيارة ضمن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب لإحياء مبادرته الشاملة لما بعد الحرب، والتي تراهن عليها واشنطن لتغيير قواعد إدارة قطاع غزة سياسيًا وأمنيًا.

وتشير التقارير إلى أن خطة ترامب المكوّنة من عشرين بندًا تتضمن إنشاء إدارة مؤقتة بإشراف خارجي لتسيير شؤون القطاع، إلى جانب نشر قوة دولية متعددة الجنسيات لضمان الأمن والاستقرار، مع التركيز على نزع سلاح حركة حماس بالكامل كشرط أساسي لأي ترتيبات مستقبلية.

ورغم أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أن زيارة فانس “ستستمر عدة أيام”، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يكشف تفاصيل المفاوضات المقررة، مكتفيًا بالإشارة إلى “ضرورة تأكيد التزامات الأطراف بالاتفاق الحالي”.

تأتي هذه التحركات عقب لقاء مغلق جمع نتنياهو، في 20 أكتوبر، بالمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، في إطار تحرك أمريكي مكثف لاحتواء التصعيد الأخير الذي هدد بانهيار التهدئة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 19 أكتوبر عن حادث إطلاق نار في منطقة رفح جنوبي القطاع، اتهم فيه مسلحين فلسطينيين بخرق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة ثالث بجروح خطيرة. وردّ نتنياهو بإصدار أوامر فورية للجيش بتنفيذ غارات جوية مكثفة على عشرات المواقع في القطاع.

من جانبها، نفت حركة حماس مسؤوليتها عن الحادث، مؤكدة “التزامها الكامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار”، واتهمت إسرائيل بمحاولة “تفجير الهدنة لتبرير هجمات جديدة تمهيدًا لفرض وقائع ميدانية تتماشى مع الخطة الأمريكية”.

وبينما تحاول واشنطن إعادة ضبط المشهد عبر زيارة فانس، يرى مراقبون أن إسرائيل تستغل الغطاء الأمريكي لتثبيت صيغة “الأمن الدائم” التي تعني فعليًا استمرار السيطرة العسكرية غير المباشرة على غزة، تحت شعار “الاستقرار الدولي”.

ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة جولات تفاوض مكثفة بين الوفود الأمريكية والإسرائيلية والمصرية، في وقت تسعى فيه القاهرة إلى ضمان ألا تتحول الخطة الأمريكية إلى إدارة أمنية مفروضة تتجاوز السيادة الفلسطينية.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4