في تصريح جديد يعكس تصعيدًا داخليًا في خطاب اليمين الإسرائيلي، أعلن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أن وزارته لن تسمح بتحويل السجون الإسرائيلية إلى "مخيمات صيفية للإرهابيين"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا أن تشديد ظروف الاعتقال جزء من "سياسة الردع" تجاه أي فلسطيني يفكر في تنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين.
وقال بن غفير في مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء إن تغيير ظروف احتجاز الأسرى ليس خطوة إدارية، بل "رسالة سياسية وأمنية واضحة"، مفادها أن من "يقتل اليهود لن يعيش في رفاهية داخل السجن". وأضاف: "انتهى زمن الامتيازات. الظروف ستكون في أدنى مستوى ممكن قانونيًا، ولن يُسمح بأي مظهر من مظاهر الراحة أو الرفاهية داخل الزنازين."
ويأتي هذا التصريح ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذها بن غفير منذ توليه منصبه، شملت تقليص الزيارات العائلية للأسرى، وتقييد استخدام الكهرباء والمياه الساخنة، وإلغاء بيع بعض المواد الغذائية من المقاصف داخل السجون. وهي إجراءات أثارت انتقادات واسعة من مؤسسات حقوقية إسرائيلية ودولية، التي وصفتها بأنها انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف ومعايير معاملة الأسرى.
بن غفير رد على تلك الانتقادات قائلًا إن الإعلام الإسرائيلي "يختار دائمًا الرواية المتشائمة"، مؤكدًا أن سياساته لا علاقة لها بسلوك حركة حماس تجاه الرهائن الإسرائيليين في غزة، وأضاف مهاجمًا الإعلام: "هل نسيتم أن حماس ارتكبت مجزرة السابع من أكتوبر لأنها تريد تدمير إسرائيل، لا بسبب تصريحاتي؟"
كما شدد الوزير على أنه يسعى لدفع الحكومة الإسرائيلية نحو تبني قانون يقضي بالإعدام ضد من سماهم "الإرهابيين"، معتبرًا أن هذا القانون سيكون "الخطوة المنطقية التالية في تعزيز الردع الإسرائيلي".
وتكشف تصريحات بن غفير عن تحول خطير في طبيعة الخطاب الرسمي داخل إسرائيل، إذ تتزايد الأصوات الداعية إلى معاملة الأسرى الفلسطينيين وفق منطق الانتقام لا القانون، في ظل حرب مستمرة على قطاع غزة وتوتر متصاعد في الضفة الغربية.
من جهتها، حذّرت منظمات فلسطينية من أن تصريحات بن غفير تمهد لمرحلة جديدة من التضييق الممنهج داخل السجون الإسرائيلية، حيث يتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين 8500 أسير، بينهم نساء وأطفال ومرضى. وأكدت مؤسسات الأسرى أن هذه السياسة تهدف إلى "كسر إرادة المعتقلين والنيل من كرامتهم"، وأنها "جزء من سياسة إسرائيلية أوسع لتجريم المقاومة الفلسطينية".
يُعد إيتمار بن غفير من أبرز رموز اليمين الديني المتطرف في إسرائيل، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" (عوتسما يهوديت). عُرف بمواقفه العدائية تجاه العرب، ودعواته لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وتشديد الإجراءات في الضفة الغربية والسجون. ومنذ مشاركته في الحكومة الحالية، أصبح أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الداخل الإسرائيلي، خاصة بعد تدخله المباشر في سياسات إدارة السجون وتحديه المتكرر لقرارات المؤسسة الأمنية والعسكرية.