تجددت التوترات بين القاهرة وتل أبيب بعد مزاعم إسرائيلية بعبور مئات الطائرات المسيّرة من الأراضي المصرية نحو إسرائيل خلال الأشهر الماضية، في خطوة يصفها محللون مصريون بأنها حملة مفتعلة تبقي على حالة التوتر مع مصر رغم التزامها باتفاقية السلام.
التصريحات الأخيرة جاءت على لسان عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، الذي تحدث عن عبور نحو 900 طائرة مسيّرة بعضُها يحمل أسلحة ثقيلة، وذلك بالتزامن مع مرحلة حرجة تشهد فيها المنطقة جهودًا مكثفة لتثبيت التهدئة في غزة بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ.
دوافع إسرائيلية مرتبطة بمأزق غزة:
توقيت الاتهامات أثار تساؤلات حول دوافعها، إذ تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية وخارجية بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، والمتعلقة بانسحاب القوات من القطاع ونزع سلاح الفصائل.
ويرى خبراء أن إثارة ملف الحدود مع مصر يمنح تل أبيب مساحة للتهرب من الالتزامات المترتبة على الاتفاق، عبر تحويل الأنظار نحو قضية أمنية جديدة تخدم سردية استمرار العمليات العسكرية بحجة تهديدات خارجية.
يشير خبراء إلى أن إسرائيل تحاول تعطيل جهود القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، في حين تواصل مصر سياسة ضبط النفس، مع التركيز على الوساطة الدولية لضمان تثبيت الهدوء في القطاع وإعادة الإعمار.
الموقف المصري.. التزام وضبط أعصاب
القاهرة التزمت الصمت الرسمي تجاه التصريحات الأخيرة، مع تحرك دبلوماسي عبر اتصالات وزير الخارجية مع نظرائه الأوروبيين، لتأكيد ضرورة احترام اتفاق شرم الشيخ ووقف العمليات في غزة.
ويؤكد خبراء أن هذه المزاعم ليست جديدة، وتستخدمها إسرائيل كأداة ضغط عندما تواجه عزلة دبلوماسية أو مأزق تفاوضي، بينما مصر تركز على إنجاح المسار السياسي وتنفيذ بنود الاتفاق خطوة بخطوة.
الحقائق الميدانية وغياب الأدلة:
من الناحية الأمنية، يرى خبراء أن احتمال حدوث مثل هذه الاختراقات ضعيف للغاية، نظرًا لوجود قوة المراقبة متعددة الجنسيات في سيناء، والمراقبة بالأقمار الصناعية منذ توقيع اتفاقية السلام، وأن أي نشاط غير قانوني يخضع لرقابة دقيقة تمنع تنفيذه.
قراءة في المشهد العام:
تل أبيب تحاول إبقاء الأجواء الإقليمية تحت ضغط مستمر، لتفادي الضغوط الرامية إلى وقف الحرب في غزة، بينما مصر تواصل سياسة الاحتواء البارد القائمة على ضبط النفس والتعامل الدبلوماسي مع الاتهامات، مع التركيز على تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ خطوة بخطوة.