السودان على صفيح ساخن: النزوح والدمار يضربان دارفور

2025.10.20 - 08:39
Facebook Share
طباعة

تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، غرب السودان، مع تزايد موجات النزوح الجماعي للسكان المدنيين فرت مئات الأسر من منازلها إلى مخيمات النازحين في شمال الولاية، وسط ظروف إنسانية صعبة تشمل انعدام الغذاء والرعاية الطبية.

القصف والهجمات على الأحياء السكنية:

شنت «قوات الدعم السريع» سلسلة غارات باستخدام المسيرات والقصف المدفعي على أحياء المدينة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فيما صدّت القوات الحكومية محاولات تسلل نحو الفاشر، وأعلنت الفرقة السادسة مشاة قتل العشرات من عناصر الميليشيا وتدمير عربات قتالية خلال الأيام الأخيرة.

معاناة النازحين وظروف الإيواء:

وفق المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور، وصل مئات العائلات حديثاً إلى منطقة طويلة، حيث استقبلت المنطقة مئات الآلاف من النازحين سابقاً. غير أن نقص الغذاء والموارد الأساسية دفع بالكثيرين إلى مغادرة المدينة يومياً، رغم المخاطر على الطريق، بحثاً عن مناطق أكثر أمناً ومساعدات غذائية وإغاثية.

دور المنظمات الإنسانية والحكومة الموازية:

أشرفت قوات «تأسيس» التابعة للحكومة الموازية على إدخال قوافل مساعدات إلى شمال دارفور لتلبية احتياجات النازحين، فيما جددت حكومة «السلام والوحدة» التزامها بتأمين وصول المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في المجال الإنساني.
ومع ذلك، يشهد السكان نقصاً شديداً في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، مما يفاقم مأساة المدنيين في المدينة المحاصرة.

الهجمات المتبادلة في دارفور:

لا يقتصر القتال على الفاشر، فقد استهدفت طائرات مسيرة مناطق تحت سيطرة «الدعم السريع» في الجنينة وضاحية الزرق وسوق سرف عمرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين العزل.
وفي المقابل، واصلت «قوات الدعم السريع» حصارها في الفاشر، منذ أكثر من 18 شهراً، ما يجعل المدنيين رهائن في مواجهة تصعيد عسكري مستمر.

أرقام ومؤشرات إنسانية:

يشير أحدث تقرير أممي إلى أن الفاشر تؤوي نحو 260 ألف مدني، في ظل انعدام شبه كامل للمساعدات الإنسانية، وحذر التقرير من احتمال وقوع مأساة إنسانية «غير مسبوقة» إذا استمر الحصار وقطع طرق الإمداد. ويرتفع عدد النازحين داخلياً إلى مئات الآلاف، فيما يزداد الضغط على المخيمات الحدودية والمراكز الإنسانية التي تحاول تلبية الاحتياجات الأساسية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6