أكدت الأمم المتحدة أن جماعة الحوثي تحتجز 20 موظفًا تابعًا لها في صنعاء، بينهم 15 أجنبيًا، وذلك بعد اقتحامهم يوم السبت مجمعًا تابعًا للمنظمة في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يأتي هذا مع تصاعد الانتهاكات التي تمارسها الجماعة ضد العاملين في المجال الإنساني، وفق تصريحات المسؤولين الأمميين.
الاحتجاز وأرقام الضحايا:
أوضح ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن عدد الموظفين المحتجزين لدى الحوثيين يصل إلى 53 موظفًا أمميًا، بعضهم لم يُسمع عنهم منذ سنوات. ويشمل الاحتجاز موظفين محليين وأجانب يعملون في وكالات مختلفة، من بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، ما يعكس خطورة الوضع على عمليات الإغاثة الإنسانية.
الاتهامات الحوثية ضد الأمم المتحدة:
اتهم زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، منظمات أممية بـ "المشاركة في الدور التجسسي العدواني"، مؤكّدًا أن بعض موظفيها ساهموا في ما وصفه بمحاولات استهداف الحكومة اليمنية ورئيسها وصف المسؤولون الأمميون هذه الاتهامات بأنها "خطيرة وغير مقبولة"، حيث تهدد سلامة العاملين وتعرقل تقديم المساعدات الأساسية للسكان المدنيين في مناطق النزاع.
تحركات الأمم المتحدة لوقف الاحتجاز:
أوضح المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جان علم، أن المنظمة على اتصال مستمر مع السلطات المحلية والدول الأعضاء وحكومة اليمن لإيجاد حل عاجل للأزمة، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في صنعاء كما أكدت الأمم المتحدة أنها ستواصل الضغط لإنهاء الاحتجاز التعسفي لكافة موظفيها.
سياق أوسع للاحتجازات:
شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الاحتجازات التعسفية لموظفين أممين في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، في سياق اتهامات متكررة لوكالات الأمم المتحدة بأنها "واجهة إنسانية لأعمال تجسسية" وأدى هذا الوضع إلى نقل مقر منسق الشؤون الإنسانية رسميًا من صنعاء إلى عدن في سبتمبر الماضي، لتسهيل عمل المنظمة وضمان سلامة موظفيها.
تداعيات الاحتجاز على العمليات الإنسانية:
يمثل احتجاز موظفي الأمم المتحدة تهديدًا مباشرًا لعمليات الإغاثة في اليمن، ويقوض الجهود الأممية لتقديم المساعدات الحيوية لملايين المدنيين وتشير المؤشرات إلى أن استمرار مثل هذه الانتهاكات قد يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويحدّ من قدرة المنظمة على الاستجابة للأزمات المتصاعدة في مختلف المحافظات اليمنية.