في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، تتجه الأنظار نحو خطة إعادة الإعمار التي يشرف عليها المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، بالتعاون مع جاريد كوشنر وبينما يبدو جمع الأموال المهمة الأكثر وضوحاً، تؤكد السلطات الأمريكية أن التحدي الحقيقي يكمن في وضع خطة متكاملة تضمن إعادة البناء بطريقة آمنة ومستدامة، بعيداً عن المخاطر الأمنية والتعقيدات اللوجستية.
حجم الأموال والمساهمات الدولية:
قدرت الولايات المتحدة كلفة إعادة إعمار غزة بنحو 50 مليار دولار، مع مرونة طفيفة للزيادة أو النقصان حسب الحاجة الميدانية ويؤكد ويتكوف أن هذا المبلغ ليس ضخماً مقارنة بحجم المساعدات التي يمكن أن تقدمها الحكومات الإقليمية والأوروبية، وأشار إلى أن دول الشرق الأوسط ستشارك بفاعلية، بجانب الدعم الأوروبي، ما يتيح تغطية جزء كبير من تكلفة المشروع سريعًا.
كما شدد المبعوث الأمريكي على أن جمع الأموال هو "الجزء السهل"، بينما إعداد خطة شاملة ومتقنة لإعادة الإعمار يشكل التحدي الأكبر، خاصة فيما يتعلق بتحديد الأولويات وتوزيع الموارد بشكل متوازن بين الأحياء المتضررة.
دور مجلس السلام والمقاولون المحليون:
أوضح ويتكوف أن مجلس السلام الأمريكي، الذي أسسه الرئيس دونالد ترامب، سيكون الجهة المسؤولة عن منح عقود إعادة الإعمار وستشارك شركات مقاولات من مختلف دول الشرق الأوسط لضمان اختيار أفضل الكفاءات، مع مراعاة الخبرة في العمل في بيئات ميدانية حساسة.
يأتي هذا بالتوازي مع خطط التحضير لآليات مراقبة صارمة لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وشفافية.
التحديات الميدانية: الأنقاض والذخائر غير المنفجرة
أبرز كبرى العقبات التي تواجه إعادة الإعمار، منها تراكم الأنقاض في المباني المدمرة ووجود الذخائر غير المنفجرة، ما يجعل عمليات البناء معقدة وتستلزم معدات وآليات ثقيلة. وقد تم وضع خطط تفصيلية لضمان سلامة الطواقم أثناء إزالة الأنقاض، وهو ما يعد خطوة أساسية قبل بدء إعادة تشييد البنية التحتية.
ضمانات الأمن قبل صرف الأموال:
من جانبه، أكد جاريد كوشنر أن صرف الأموال لن يبدأ إلا بعد ضمان وجود مناطق آمنة وخالية من الإرهاب، مشيراً إلى أن الاستثمار في مناطق غير مستقرة قد يؤدي إلى إعادة التدمير، الهدف من هذه الإجراءات هو توفير بيئة مناسبة تتيح للفلسطينيين الاستفادة من مشاريع إعادة الإعمار بشكل فعّال ومستدام.
الأولويات والبنية التحتية:
تشمل خطة إعادة الإعمار مشاريع أساسية مثل الطرق، والمستشفيات، والمدارس، ومحطات المياه والكهرباء كما تسعى إلى خلق فرص عمل وتحفيز الاقتصاد المحلي، ما يسهم في تخفيف حدة الفقر وتحسين الظروف المعيشية لسكان غزة.
الرؤية الأمريكية المستقبلية:
يهدف المسعى الأمريكي تحويل غزة إلى نموذج للاستقرار والتنمية، بما يعزز الاندماج الإقليمي لإسرائيل ويضمن استدامة الحلول الاقتصادية والسياسية بعد الحرب وتعتبر الإدارة الأمريكية أن نجاح المشروع لن يقتصر على إعادة البناء فقط، بل سيمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق استقرار شامل في المنطقة.