اتهم النائب عن حزب الله حسن فضل الله إسرائيل بالسعي إلى فرض وقائع ميدانية جديدة في جنوب لبنان عبر تكثيف اعتداءاتها العسكرية، وتهجير السكان، ومنع عودة الحياة الطبيعية إلى القرى الجنوبية. تصريحات فضل الله تأتي وسط تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ومحاولات تل أبيب استخدام الضغط الميداني لتحقيق مكاسب سياسية.
قال فضل الله في تصريحات صحفية إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المناطق الجنوبية تهدف إلى "استكمال الأهداف التي فشل العدو في تحقيقها خلال عدوانه السابق"، مشيراً إلى أن أبرز تلك الأهداف هو طرد سكان الجنوب واحتلال منطقة جنوب الليطاني، إلا أن "تضحيات المقاومين وصمود اللبنانيين" حالت دون تحقيق هذه المخططات.
وأوضح أن إسرائيل تسعى حالياً إلى زعزعة استقرار الجنوب عبر بث الخوف في نفوس السكان، ومنعهم من العودة إلى قراهم وأعمالهم، وعرقلة جهود إعادة الإعمار، بهدف الضغط على الدولة اللبنانية ودفعها إلى مفاوضات سياسية غير متكافئة.
وأضاف أن "العدو يبعث برسائل غير مباشرة بأنه يريد اتفاقاً سياسياً مع لبنان"، في إشارة إلى محاولات تل أبيب تحويل الحرب إلى مسار تفاوضي يفرض من خلاله شروطاً تتعلق بترسيم الحدود أو بنزع سلاح حزب الله.
وأشار النائب إلى أن تسليم ملف الجنوب للدولة اللبنانية "كشف حجم الاستباحة الإسرائيلية"، لكنه شدد على أن الحكومة ما زالت قادرة على اتخاذ إجراءات حقيقية لحماية المواطنين ودعم صمودهم إذا تولت مسؤولياتها بالشكل المطلوب.
وأكد فضل الله أن حزب الله "أكثر تمسكاً اليوم بخيار المقاومة وبالأرض والجنوب والقرى"، مع التركيز على إعادة الحياة والإعمار إلى المناطق المتضررة من القصف الإسرائيلي. كما وصف ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بأنه "قضية وطنية وإنسانية ذات أولوية لدى المقاومة"، داعياً الحكومة إلى إدراجها ضمن أولوياتها الوطنية.
وشدد على ضرورة وضع خطة حكومية واضحة لإعادة الإعمار، مشيراً إلى إمكانية تأمين التمويل عبر قنوات متعددة، بما يسمح بإيصال المساعدات مباشرة إلى المتضررين، حتى لو تم تنفيذ ذلك على مراحل ضمن الموازنات العامة.
تأتي تصريحات فضل الله في وقت تتصاعد فيه حدة الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، خاصة بعد تزايد عمليات المقاومة عبر الحدود منذ اشتعال الحرب في غزة. وتتهم إسرائيل حزب الله بمحاولة فتح جبهة ثانية، فيما يرى الحزب أن عملياته تأتي "دعماً لغزة ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية".
ورغم الضغوط الدولية لمنع توسع المواجهة، تشير التطورات الميدانية إلى أن الجنوب اللبناني بات مجدداً ساحة اختبار لتوازن الردع بين حزب الله وتل أبيب، مع استمرار المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة.