بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ تمرين عسكري واسع في منطقة الجليل وعلى طول الحدود مع لبنان، بمشاركة وحدات جوية وبرية وبحرية، في إطار خطة التدريبات السنوية لعام 2025. يأتي التمرين وسط تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول جدوى العمليات العسكرية المستمرة وتراجع الثقة في قدرة الجيش على تحقيق الردع، بعد سلسلة إخفاقات ميدانية في غزة وتزايد الضغوط الشعبية على الحكومة.
تسعى المؤسسة العسكرية، من خلال هذا التدريب، إلى بث رسائل قوة داخلية وخارجية، في محاولة لاستعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي وإظهار الجاهزية الميدانية رغم التحديات السياسية والأمنية المتفاقمة.
يرى مراقبون أن المناورة تحمل طابعاً استعراضياً أكثر من كونها استعداداً فعلياً لمواجهة قريبة، خصوصاً في ظل الأزمات التي تعصف بالمشهد الإسرائيلي بعد الحرب على غزة.
في المقابل، يسود الترقب والحذر في لبنان، حيث تتابع السلطات وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) التحركات الإسرائيلية خشية أي تصعيد مفاجئ. ويُخشى أن يكون التمرين مقدمة لسياسة ميدانية أكثر عدوانية على الجبهة الشمالية، في وقت تعاني فيه المنطقة من توترات أمنية وإنسانية كبيرة.
ويرى محللون أن استمرار الغارات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني رغم اتفاق وقف إطلاق النار يعكس فشل تل أبيب في تثبيت توازن الردع، وتخبطها بين خطاب التهدئة وممارسات التصعيد وتبدو المناورات الحالية محاولة لفرض مشهد قوة أمام الداخل الإسرائيلي، أكثر من كونها دليلاً على جاهزية حقيقية لحرب جديدة.