تشهد المخيمات في شمال سوريا ضغوطاً شديدة على السكان، مع تراجع الدعم الإنساني وغياب أي أفق واضح للعودة إلى المناطق الأصلية، في وقت تعاني فيه البنية التحتية والخدمات الأساسية من نقص حاد.
ويعيش أكثر من مليون نازح ظروفاً صعبة، في ظل نقص المواد الغذائية والوقود ومواد التدفئة، مما يضاعف من معاناتهم مع دخول فصل الشتاء. كشفت وسائل إعلام محلية أن المخيمات التي تضم نحو 150,000 أسرة موزعة على أكثر من 960 مخيمًا في شمال غرب سوريا، لم تعد تستقبل سوى 30,000 سلة غذائية شهريًا مقارنة بـ232,000 سلة في السنوات السابقة.
الأزمة الإنسانية في المخيمات:
الأزمة الإنسانية تزايدت بسبب انخفاض الدعم المالي من المنظمات الإنسانية، وأوضح مسؤول في إدلب " عبدالرحمن جنيد" إن الأسر تواجه صعوبة بالغة في تلبية احتياجاتها الأساسية، مع غياب أي أفق للعودة إلى القرى والبلدات المدمرة وأضاف أن الحل الوحيد يكمن في إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات في المناطق الأصلية للسكان، مثل الرعاية الصحية والتعليم.
كما أشار مدير جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية " خالد العيسي" في حديثه للتلفزيون السوري إلى أن الدعم المقدم للمخيمات انخفض بشكل كبير خلال عام 2025 مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب تغييرات في التمويل وتحول بعض البرامج إلى مناطق أخرى في سوريا. وأغلقت مكاتب الأمم المتحدة في تركيا نهاية حزيران 2025، وانتقلت بعض الأنشطة إلى دمشق وحلب، مما أثر على التنسيق المباشر مع المخيمات.
استعدادات الشتاء:
تعمل الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية على توفير مواد التدفئة والمساعدات الطارئة، تم تجهيز المخيمات في المناطق الأكثر عرضة للفيضانات، مع تأمين مخيمات بديلة ومخازن للإمدادات. تشمل الاستعدادات أيضًا ترميم البنية التحتية في القرى المحررة حديثًا لتسهيل عودة الأسر مستقبلاً.
مشاريع العودة والإعمار:
تنفذ بعض المنظمات الإنسانية مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق الأصلية للنازحين بهدف تسهيل العودة الطوعية، جمعية عطاء أنجزت مشاريع بقيمة 8 ملايين دولار تشمل المدارس وشبكات المياه والصرف الصحي والطرق، مما ساعد على عودة حوالي 1500 أسرة إلى مدن مثل سراقب بريف إدلب كما يتم التخطيط لمشاريع مستقبلية في معرة النعمان والقصير لإعادة النازحين إلى مناطقهم.
تمويل المشاريع والتحديات:
تعتمد المشاريع على التمويل الدولي، مع تخصيص مبالغ لتغطية احتياجات شمال غربي سوريا، أن معظم الأطفال في المخيمات (حوالي 2.4 مليون طفل) خارج التعليم، مما يستدعي ترميم المدارس والبنية التحتية وتستهدف البرامج الوصول إلى صفر خيمة بنهاية 2026، لضمان حياة كريمة للنازحين.
يبقى الحل الأمثل للأزمة في إعادة بناء البنية التحتية في المناطق المتضررة وتمكين الأهالي من العودة إلى قراهم وبلداتهم، من خلال تكامل جهود المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، مع توفير التمويل الكافي والدعم المستمر، لضمان حياة مستقرة وآمنة للنازحين شمال سوريا.