يتجه مشروع “إمداد إقليم الخروب بالمياه” إلى مراحله الأخيرة، بعد أن تجاوز جميع المسارات الرسمية والشرعية، وصدرت المناقصة الرسمية على منصة الشراء العام، على أن تُفضَّ العروض في 20 تشرين الثاني المقبل.
المشروع يهدف إلى حل أزمة المياه المزمنة في إقليم الخروب، الذي يحصل حالياً على جزء محدود من احتياجاته اليومية، إذ تبلغ الحاجة الفعلية نحو 15 ألف متر مكعب يوميًا، بينما يتوفر حاليًا 3 إلى 4 آلاف متر فقط.
الأزمة المستمرة في المياه:
الإقليم يعاني من تقنين دائم للمياه خلال بعض المواسم، ما يؤثر على جودة الحياة ويحدّ من النشاطات الزراعية والخدمات الأساسية، مشاريع شُبيهة لم تُنجز في الماضي، أو تأخرت سنوات طويلة بسبب التحديات التمويلية والإدارية، ما يجعل مشروع آبار بسري نقطة محورية لمعالجة النقص المزمن.
التمويل والدعم الدولي:
بدأ المشروع في 2016 بدعم من هبة مالية من الصندوق الكويتي للتنمية بقيمة 2.5 مليون دولار لتجهيز الآبار ومحطات الضخ، ومع اقتراب المشروع من نهايته، أُنشئ خزان بسعة ألفي متر مكعب بتمويل من اليونيسف، بالتعاون مع مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، التي ستتولى تنفيذ خط الجرّ الهبة الألمانية في 2022 دعمت استكمال أعمال خط الجرّ إلى الخزان، ما يعكس أهمية الشراكات الدولية في تنفيذ المشاريع الأساسية في لبنان.
مراحل التنفيذ والتحديات:
يتضمن المشروع حفر أربع آبار بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 15 ألف متر مكعب يوميًا، من المفترض أن يُنجز المشروع منذ أيلول 2019، لكنه تأخر بسبب المشكلات الفنية والإدارية والأحداث التي شهدها لبنان، ما أدى إلى توقف العمل لأكثر من ثلاث سنوات إعادة تحريك الملف شملت تسوية مع المتعهّد الحالي لإتمام حفر وتجهيز بئرين، والبئر الثالث حُفر دون تجهيز، على أن يتم تجهيز الرابع لاحقًا بتمويل الهبة الألمانية.
آثار المشروع على المنطقة:
من المتوقع أن يسهم المشروع بشكل مباشر في تلبية حاجات سكان الإقليم من المياه وتحسين الخدمات الأساسية، كما سيخفف الضغط عن مصادر المياه المحدودة في المنطقة. المشروع يُعد نموذجًا لكيفية دمج التمويل الدولي مع الخبرة المحلية لتجاوز الأزمات الأساسية، في وقت لا تزال فيه المشاريع المائية في لبنان تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل، الإدارة، والأمن.