الحرس الثوري الإيراني يدعو لتوطين الجزر المتنازع عليها في الخليج وسط تصاعد التوتر مع الإمارات

2025.10.18 - 01:50
Facebook Share
طباعة

في خطوة جديدة تشير إلى تشديد الموقف الإيراني بشأن الجزر المتنازع عليها في الخليج، دعا نائب قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أحمد راستي، إلى ضرورة توطين الجزر التي تسيطر عليها طهران في الخليج الفارسي، مؤكداً أن منح الحوافز للمقيمين وتشجيع انتقال السكان إليها أصبح "أمراً ملحاً لتعزيز الحضور الإيراني الفعلي على الأرض".

وتشير تصريحات راستي إلى جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، التي تعتبرها إيران جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، في حين تؤكد الإمارات العربية المتحدة أن الجزر الثلاث تقع ضمن سيادتها، مطالبة مراراً بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية أو الدخول في مفاوضات مباشرة مع طهران.

وقال راستي إن تحقيق هدف التوطين "يتطلب تقديم حوافز تشجيعية للسكان المقيمين في هذه الجزر"، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لترسيخ الوجود الديمغرافي الإيراني هناك، في ظل ما تصفه طهران بـ"التهديدات الإقليمية ومحاولات التشكيك في وحدة أراضي الجمهورية الإسلامية".

تعود جذور الخلاف حول الجزر الثلاث إلى عام 1971، حين سيطرت إيران عليها قبيل انسحاب القوات البريطانية من الخليج، وهو ما رفضته الإمارات منذ تأسيسها معتبرة أن السيطرة الإيرانية تمت "بالقوة". ومنذ ذلك الوقت، ظل الملف أحد أقدم بؤر التوتر الخليجي – الإيراني، مع تجدد المواقف الرسمية بين الحين والآخر دون التوصل إلى تسوية.

وفي السنوات الأخيرة، شددت طهران موقفها أكثر، معتبرة أن السيادة على الجزر "خط أحمر" لا يقبل النقاش، بينما كررت مجالس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي دعمها لموقف الإمارات ورفضها لأي إجراءات أحادية تغير الوضع القائم.

تأتي تصريحات الحرس الثوري في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في النشاط العسكري الإيراني في مضيق هرمز والمياه القريبة من الجزر، بالتوازي مع مناورات بحرية متكررة وتأكيدات من قادة الحرس على "الرد الحازم على أي اعتداء أو تهديد للأمن القومي الإيراني".

ويرى محللون أن الدعوة لتوطين الجزر تمثل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل الإيراني لتعزيز الحس الوطني والسيطرة الإدارية المباشرة على الجزر، والثانية إلى الخارج، خصوصاً إلى دول الخليج والولايات المتحدة، بأن طهران لن تتراجع عن مواقفها السيادية رغم الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية.

يأتي هذا التحرك في لحظة إقليمية حساسة، حيث يتقاطع ملف الجزر مع التوترات المتصاعدة في مضيق هرمز ومع تصعيد إيران في برنامجها النووي، ما يجعل أي خطوة ميدانية أو رمزية على هذه الجزر ذات أبعاد جيوسياسية تتجاوز الخلاف الثنائي مع الإمارات.
ويرجح مراقبون أن ملف الجزر سيظل ورقة ضغط إيرانية بامتياز، تستخدمها طهران لتثبيت نفوذها في الخليج والتأكيد على موقعها كقوة إقليمية لا تقبل المساس بمصالحها الاستراتيجية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6