وسط استمرار عمليات البحث عن جثامين الرهائن الإسرائيليين داخل قطاع غزة، تتجه التوصيات داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل نحو تجميد أي تصعيد عسكري جديد، والاكتفاء بمسارات ضغط غير عسكرية على حركة حماس، في ظل ما يبدو أنه تبدّل في أولويات الحكومة الإسرائيلية بين استعادة الجثامين وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام في غزة.
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، صباح السبت، أن الجيش الإسرائيلي أوصى القيادة السياسية بـ«عدم العودة إلى القتال» في غزة، والاكتفاء بوسائل ضغط سياسية واقتصادية وأمنية على حماس، وذلك بعد استعادة جثمان رهينة إسرائيلية سُلّم عبر الصليب الأحمر وتم التعرف على هويتها في معهد الطب الشرعي.
وبحسب مراسلي قنوات عربية، فإن عمليات البحث عن جثث الرهائن في خان يونس مستمرة منذ خمسة أيام، بجهد يمتد نحو 12 ساعة يومياً تحت أنقاض الأبنية المدمرة، ما يعكس عمق الكارثة الإنسانية والدمار الواسع الذي خلّفته الحرب.
واشنطن تعود إلى الساحة عبر ويتكوف
وفي تطور دبلوماسي متصل، من المقرر أن يتوجه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط غداً الأحد، في زيارة تهدف إلى متابعة تنفيذ اتفاق غزة، وسط مساعٍ أميركية جديدة لضمان استمرار الهدوء وتفعيل البنود المتعثرة من الاتفاق، لا سيما تلك المتعلقة بتبادل الجثامين وتثبيت وقف النار.
ونقلت شبكة "أكسيوس" الأميركية عن مسؤولين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأن «حماس تكذب بشأن مصير الرهائن»، داعياً واشنطن وباقي الوسطاء للضغط على الحركة لإعادة الجثامين.
ملف المرحلة الثانية من اتفاق غزة
من جهة أخرى، قال القيادي في حركة حماس محمد نزال إن ملف نزع السلاح الذي يتضمنه اتفاق غزة "معقد ولا يمكن حسمه حالياً"، مشيراً إلى أن الحركة لم توافق بعد على بنود المرحلة الثانية، وأنها ستبقى على الأرض خلال المرحلة الانتقالية لتأمين المساعدات الإنسانية ومنع الفوضى.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ردّ سريعاً، مؤكدًا أن نزع سلاح حماس «شرط لا يمكن التراجع عنه»، وأن الوقت ينفد أمام الحركة للالتزام الكامل بخطة ترامب، مشيراً إلى أن حماس «تعرف تماماً مكان جثث الرهائن».
مرحلة ضغط سياسي بدلاً من الميدان
تُظهر هذه التطورات أن تل أبيب تتجه نحو خيار سياسي – أمني أكثر من كونه عسكرياً، بعد أشهر من العمليات المكلفة في غزة، في وقت يسعى فيه نتنياهو إلى إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن استعادة الجثامين وضمان نزع سلاح حماس يمكن تحقيقهما عبر القنوات الدولية، وليس عبر حرب جديدة.
في المقابل، تراهن حماس على إطالة أمد المفاوضات لتحسين موقعها في أي ترتيبات مستقبلية تخص إدارة غزة، مع تمسكها بالبقاء كقوة أمر واقع في القطاع خلال المرحلة الانتقالية.