تجددت الاتهامات الموجهة إلى الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، بعد استهداف مركبة مدنية في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 11 مدنيًا من عائلة أبو شعبان، بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء، في حادثة وصفها مركز غزة لحقوق الإنسان بأنها "مجزرة لا مبرر لها".
وقال المركز في بيان له إن استهداف المركبة "لم يكن ضروريًا بأي حال"، مشيرًا إلى أن الذريعة التي ساقها الجيش الإسرائيلي بشأن "اقتراب المركبة من الخط الأصفر" لا تبرر إطلاق النار المباشر على مدنيين عُزّل.
وأضاف أن ما حدث "يعكس سياسة متعمدة لاستباحة أرواح المدنيين، واستكمال لجريمة الإبادة الجماعية التي تُمارس ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب"، منتقدًا "الصمت الدولي والتقاعس المستمر في محاسبة قادة الاحتلال".
ودعا المركز المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لضمان احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية قبل أسابيع، وإلى تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
من جانبها، نددت حركة "حماس" بما وصفتها بـ"المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق عائلة أبو شعبان"، مؤكدة أن ما جرى "يمثل خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف الحرب واستمرارًا لنهج استهداف المدنيين".
ودعت الحركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء الإقليميين إلى "القيام بدورهم في إلزام الاحتلال باحترام بنود الاتفاق، ووقف استهداف أبناء الشعب الفلسطيني"، كما طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه ما وصفتها بـ"جرائم الحرب والإبادة الجماعية".
وأفاد الدفاع المدني في غزة أن الضحايا كانوا في طريق عودتهم إلى منزلهم عندما أصيبوا بصاروخ مباشر أدى إلى تدمير المركبة بالكامل. وأشار شهود عيان إلى أن المنطقة كانت خالية من أي نشاط عسكري لحظة القصف، ما يعزز فرضية الاستهداف العشوائي للمدنيين.
استمرار الانتهاكات رغم الهدنة
تأتي مجزرة حي الزيتون ضمن سلسلة من الخروقات التي وثقتها منظمات حقوقية محلية ودولية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ تتواصل عمليات القصف الإسرائيلي المتقطع على مناطق متفرقة من القطاع، في ظل غياب آلية رقابة فعالة تلزم الطرفين ببنود الاتفاق.
استمرار استهداف المدنيين في غزة يعكس غياب الإرادة الدولية لفرض محاسبة حقيقية، ويكرّس ما وصفه مركز غزة لحقوق الإنسان بـ"ثقافة الإفلات من العقاب" التي باتت تشجع الاحتلال على المضي في عملياته دون رادع.