ترامب يعيد فتح بوابة التطبيع: “اتفاقيات أبراهام” نحو جولة جديدة مع السعودية

2025.10.17 - 03:22
Facebook Share
طباعة

في تصريح يعيد فتح ملف “اتفاقيات أبراهام” بعد سنوات من الجمود، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع “قريبًا” توسيع دائرة الدول العربية المنضمة إلى الاتفاق، ملمحًا إلى السعودية تحديدًا، ومشيرًا إلى أن انضمامها سيكون بمثابة “مفتاح” لانضمام دول أخرى. التصريح يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية في غزة ولبنان وإيران، ما يمنح كلام ترامب بعدًا سياسيًا يتجاوز مجرد التنبؤ الدبلوماسي.

 


خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، قال ترامب:
“أتوقع توسيع اتفاقيات أبراهام قريبًا... لا أريد أن أقول ذلك فورًا، بل قريبًا.”

وأضاف أنه يأمل بانضمام السعودية إلى الاتفاق، معبرًا عن قناعته بأن دخولها سيحفّز باقي الدول العربية على اللحاق بها: “أعتقد أنه بمجرد انضمام السعودية، سينضم الجميع. أبدى السعوديون أمس اهتمامهم.”

 

 

وُقّعت “اتفاقيات أبراهام” عام 2020 برعاية إدارة ترامب، وشملت في مرحلتها الأولى الإمارات والبحرين، ثم انضمت إليها لاحقًا كل من المغرب والسودان.
ونصت الاتفاقيات على تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياحية والأمنية بين الدول الموقّعة وإسرائيل، في خطوة اعتبرتها واشنطن إنجازًا تاريخيًا نحو “السلام الإقليمي”.

لكن بعد رحيل إدارة ترامب، دخلت الاتفاقيات في حالة جمود سياسي، رغم محاولات إدارة بايدن إعادة تنشيطها من بوابة “التطبيع السعودي – الإسرائيلي”، والتي اصطدمت بموقف الرياض المعلن: لا تطبيع قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

السعودية بين الموقف الثابت والضغوط الجديدة

التلميح الجديد من ترامب يُعيد تسليط الضوء على الدور السعودي في معادلة التطبيع، خصوصًا في ظل تحوّلات أمنية كبرى تشهدها المنطقة، أبرزها الحرب المستمرة في غزة، والتوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان، وعودة الخطاب الأمريكي إلى تبني مقاربة “صفقة إقليمية” قد تشمل ترتيبات أمنية مع دول الخليج.

ويرى محللون أن واشنطن – سواء بقيادة ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض أو عبر إدارة بايدن الحالية – تسعى لاستثمار القلق الإقليمي من تمدد إيران وحلفائها، لإحياء فكرة “التحالف الإقليمي” الذي تشكل اتفاقيات أبراهام إحدى ركائزه السياسية.

في المقابل، تشير مواقف الرياض المتكررة إلى أن أي خطوة في اتجاه التطبيع ستظل مرهونة بتطور المسار الفلسطيني، وبضمانات أمنية وسياسية واضحة تحقق الحد الأدنى من “حل الدولتين”، وهو ما لا يبدو قريب المنال في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.

 

تصريحات ترامب تمثل أكثر من مجرد نبوءة دبلوماسية؛ إنها إشارة إلى عودة محتملة لسياسات “السلام عبر التطبيع” التي اتبعتها واشنطن سابقًا، لكن هذه المرة وسط مشهد إقليمي أكثر تعقيدًا وحساسية.
وبينما يراهن ترامب على “الدور الحاسم للسعودية”، تبقى معادلة التطبيع رهينة لتطورات الحرب في غزة، ولمدى استعداد إسرائيل لتقديم أي تنازلات سياسية تُعيد فتح الطريق نحو تسوية حقيقية، لا مجرد إعادة إنتاج تحالفات شكلية في المنطقة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4