الموت مرتين.. تعذيب وسرقة أعضاء شهداء غزة تهزّ الضمير العالمي

2025.10.17 - 11:54
Facebook Share
طباعة

في مشهد يختصر مأساة الحرب الممتدة على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الجمعة، أنها تسلّمت 120 جثمانًا انتُشلت من تحت الأنقاض في مناطق مختلفة، بينها جثث ظهرت عليها علامات تعذيب شديد، وأخرى فقدت أعضاءً داخلية بطريقة وُصفت بـ"المروّعة".

وقالت الوزارة في بيان رسمي إنّ الفحوصات الأولية أظهرت وجود دلائل على سرقة أعضاء بشرية من بعض الجثامين، بينها القرنيات والكلى والكبد، إلى جانب آثار تقييد وتعذيب جسدي. وأضاف البيان أن الأهالي تعرفوا حتى الآن على ستة من بين 120 جثمانًا، فيما مُنح ذوو الضحايا مهلة عشرة أيام للتعرّف على ذويهم قبل دفنهم في مقابر جماعية.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن بعض الجثامين وُجدت مقيدة بالأغلال أو تظهر عليها إصابات من مسافات قريبة، ما يرجّح تنفيذ إعدامات ميدانية. وأضافت أن عددًا من الجثامين تُرك أصحابها ينزفون حتى الموت، فيما أكدت أن "كلاب قوات الاحتلال نهشت أجزاءً من أجساد بعض الشهداء الذين انتُشلوا من تحت الأنقاض".

وطالبت الوزارة بتشكيل لجنة تحقيق أممية مستقلة للنظر في ما وصفته بـ"جرائم التنكيل والنهب"، معتبرة أن ما جرى "يمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية التي تضمن حرمة الجثامين وكرامة الموتى".

 

انتهاكات بحق الأسرى الغزيين

بالتوازي، كشف مكتب إعلام الأسرى في غزة عن شهادات جديدة توثّق انتهاكات إسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، وخصوصًا من أبناء القطاع الذين أُفرج عنهم مؤخرًا.

وقال المكتب في بيان، إن الشهادات الواردة من الأسرى المحررين "تعكس واقعًا مروّعًا داخل السجون"، مشيرًا إلى أن الانتهاكات تتراوح بين التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الغذاء والدواء، والعزل القسري، والضرب العشوائي، والإهانات المتكررة.

وأضاف البيان أن العديد من الأسرى "فقدوا البصر أو الأطراف نتيجة التعذيب والإهمال الطبي"، مشددًا على أن "المعاناة لم تنتهِ بخروجهم من الأسر، بل ازدادت بعد اكتشاف استشهاد أحبائهم تحت الأنقاض".

ودعا المكتب المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التحقيق والمحاسبة، مؤكدًا أن ما يتعرض له الأسرى "يمثل حربًا ممنهجة ضد الإنسان الفلسطيني داخل المعتقلات الإسرائيلية".

 


موقف أممي وتحذير من الإفلات من العقاب

من جهته، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأنباء الواردة من غزة بشأن وجود آثار تعذيب وسرقة أعضاء من جثامين الأسرى والشهداء "مقلقة للغاية"، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات تمثل خرقًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تتابع التقارير الواردة من الميدان عن كثب، وتدعو إلى تمكين فرق تحقيق دولية من دخول القطاع لتوثيق الأدلة بشكل مباشر، في ظل المخاوف من طمسها أو تدهور الوضع الإنساني أكثر.

 


بين الحرب والجثامين المفقودة

تُعيد هذه القضية إلى الأذهان تقارير سابقة عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي للجثامين الفلسطينية كورقة ضغط أو مصدر تجارة سوداء للأعضاء، وهي اتهامات طالما نفتها إسرائيل واعتبرتها "دعاية سياسية".
لكن المشاهد التي خرجت من غزة اليوم — جثامين مقيدة بلا أعضاء، وأمهات يتعرفن على أبنائهن من بقايا الثياب — تعيد فتح الملف مجددًا، وتضع العالم أمام سؤالٍ أخلاقيٍ قاسٍ:
هل سيبقى صمت المجتمع الدولي شاهدًا على انتهاك حرمة الأحياء والأموات في آنٍ واحد؟
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2