منطقة عازلة جديدة في غزة.. خطوة إسرائيلية نحو فصل دائم تحت غطاء أمني

2025.10.17 - 10:53
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس استمرار النهج الأمني الإسرائيلي رغم الهدنة، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية تحديد منطقة عازلة جديدة تُعرف بـ“الخط الأصفر” في شمال قطاع غزة، محذّرة الفلسطينيين من تجاوزها تحت طائلة إطلاق النار المباشر. الإجراء يأتي في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيداً أمنياً متواصلاً من قبل الجيش الإسرائيلي، وسط حديث عن إعادة ترسيمٍ لواقع ما بعد الحرب.


وفقاً لتصريحات وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن “الخط الأصفر” سيُحدد ميدانياً بخط متصل وواضح، وفق توجيهات وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ليشكّل ما يشبه “الحد الفاصل الجديد” بين مناطق انتشار الجيش والمناطق المدنية شمال غزة.
ويقول الجيش إن الهدف من الخط هو منع عناصر حركة حماس والمدنيين الفلسطينيين من الاقتراب من مواقع القوات الإسرائيلية المنتشرة منذ وقف إطلاق النار، مؤكداً أن أي تجاوز سيتم التعامل معه بالنار الفوري.

وخلال ليل الخميس وصباح الجمعة، أطلق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية باتجاه عدد من الفلسطينيين اقتربوا من المنطقة المحددة، في إشارة إلى بدء تطبيق التعليمات ميدانياً.
ويرى مراقبون أن الخط يمثل بداية “ترسيم ميداني” لواقع أمني جديد في القطاع، قد يتحول لاحقاً إلى منطقة عازلة دائمة، ما يعيد إلى الأذهان سياسات إسرائيل السابقة في محيط غزة خلال العقدين الماضيين.

وفي الضفة الغربية، وسّعت القوات الإسرائيلية عملياتها الأمنية في نابلس وجنين وأريحا وطولكرم، معلنة العثور على أسلحة واعتقال عدد من الفلسطينيين المشتبه بتورطهم في أنشطة “إرهابية”، بحسب توصيف الجيش.


يأتي هذا التطور بعد نحو عامين على اندلاع حرب 7 أكتوبر 2023، التي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تضمن فتح المعابر الإنسانية وتيسير دخول قوافل الإغاثة، إضافة إلى تبادل للرهائن والأسرى.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن جميع الرهائن الأحياء وعددهم 20، فيما أفرجت إسرائيل عن آلاف الأسرى الفلسطينيين. كما سلّمت الحركة عدداً من جثامين الأسرى الإسرائيليين، بينما لا تزال بعض الجثامين مفقودة تحت الأنقاض أو في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب الدمار الواسع في القطاع.


يثير “الخط الأصفر” تساؤلات حول نيات إسرائيل في تكريس واقع حدودي جديد داخل غزة، رغم اتفاق وقف النار. وبينما تروّج تل أبيب للإجراء باعتباره خطوة “أمنية مؤقتة”، يراه الفلسطينيون مقدمة لسياسة “الفصل بالقوة”، بما يعمّق الانقسام الجغرافي والإنساني في القطاع ويقوّض فرص إعادة الإعمار والاستقرار.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10