ترمب: إيران ضعيفة ولن نسمح بسلاح نووي.. وطهران ترد: لا تفاوض تحت الإملاءات

2025.10.16 - 04:35
Facebook Share
طباعة

عاد التوتر الكلامي بين واشنطن وطهران إلى الواجهة مجدداً، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف فيها النظام الإيراني بأنه «في وضع هشّ» ويكافح للبقاء، ملوّحاً باستهداف منشآته النووية في حال استئناف برنامج التسلح. في المقابل، ردّ مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي بالتأكيد على أن إيران «في وضع متماسك»، ولا تمانع التفاوض مع الولايات المتحدة شرط «احترام السيادة والمساواة».

 

 


قال ترمب في مؤتمر صحافي عقده بالبيت الأبيض ليل الأربعاء - الخميس إن النظام الإيراني «لم يعد يحظى بنفس النفوذ في المنطقة»، مشيراً إلى أن «حركة حماس لم تعد تتلقى الدعم الإيراني كما في السابق».
وأضاف أن طهران «تحاول النأي بنفسها عن الصراع في غزة»، قائلاً: «الإيرانيون قالوا لحماس: اصمتوا، لا تُقحمونا في الأمر».

وتباهى ترمب بالضربات الأميركية السابقة ضد المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً أنها «أعادت التوازن إلى الشرق الأوسط»، وأضاف: «لو لم ندمر قدرات إيران النووية لما تحقق الاستقرار في المنطقة، فالدول العربية لم تعد تخشى طهران كما كانت في الماضي».

وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده «ستتعامل بحزم» مع أي محاولة إيرانية لتطوير سلاح نووي، متوعداً بأن «أي موقع يرتبط بتلك المحاولات سيتم تدميره بالكامل».
وأوضح أن القاذفات الأميركية «بي-2» نفذت ضربات دقيقة في عمق الأراضي الإيرانية من دون أن تُكتشف بالرادارات، في إشارة إلى تفوق واشنطن العسكري.

 


خرازي: «التفاوض ممكن... لكن بشروط»

من جانبه، قال كمال خرازي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد علي خامنئي، إن بلاده «لا تعارض مبدأ الحوار»، لكنها «ترفض أي تفاوض يقوم على الإملاء أو فرض الشروط».
وأوضح، في تصريحات نقلتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن «الولايات المتحدة لا تحترم مبادئ التفاوض المنصف وتسعى لفرض قيود تتجاوز الملف النووي».

وأكد خرازي أن «المبادئ الثلاثة التي حدّدها خامنئي — العزّة، والحكمة، والمصلحة — تشكل الأساس في أي عملية تفاوض»، مشيراً إلى أن «الدبلوماسية تمثل ركناً من أركان القوة الوطنية إلى جانب القدرات الدفاعية».

وكشف أن طهران أجرت خمس جولات من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير، وكان من المقرر عقد الجولة السادسة لاحقاً، موضحاً أن ذلك «يؤكد رغبة إيران في الحوار، رغم محاولات واشنطن تشويه الصورة».

وشدد خرازي على أن «التفاوض الشريف يقوم على المساواة واحترام السيادة»، وأن «الضغوط والتهديدات العسكرية لا تصنع سلاماً ولا اتفاقاً دائماً».

 


إيران: «وضعنا متماسك وحقنا في التخصيب غير قابل للمساومة»

دافع خرازي عن موقف بلاده، مؤكداً أن إيران «في وضع متماسك» ولن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، باعتباره جزءاً من «سياسة الاعتماد على الذات» في المجالات الدفاعية والطاقة.
وأشار إلى أن فتوى خامنئي بتحريم إنتاج أو استخدام أسلحة الدمار الشامل «تشكل التزاماً شرعياً وسياسياً» يمنع السعي وراء السلاح النووي، مضيفاً أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسها أقرت بأن إيران لا تمتلك برنامجاً عسكرياً نووياً».

وانتقد خرازي استمرار الولايات المتحدة والغرب في استخدام الملف النووي «كأداة ضغط سياسي»، معتبراً أن ذلك «لن يغيّر من واقع تماسك إيران ولا من خياراتها الاستراتيجية».

 


تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية على خلفية الحرب في غزة، والاتهامات الغربية لإيران بدعم جماعات مسلحة في المنطقة. كما أنها تسبق استئناف محتمل للمفاوضات النووية المتعثرة منذ أكثر من عام، في ظل استمرار العقوبات الأميركية وتراجع فرص التوصل إلى اتفاق شامل جديد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3