عام على اغتيال السنوار: إسرائيل تُوظّف "الصورة الأخيرة" في معركة الرواية والردع

2025.10.16 - 04:13
Facebook Share
طباعة

كشف الجيش الإسرائيلي، صباح الخميس، عن صورة جديدة لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لحظة مقتله خلال العملية العسكرية التي استهدفته في رفح جنوب قطاع غزة قبل عام، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإعادة توظيف رمزية الاغتيال سياسياً وإعلامياً في الذكرى السنوية الأولى لمقتله.

معرض عسكري بعنوان "لحظات باقية"

وقالت القناة الإسرائيلية الـ12 إن الصورة ستُعرض ضمن معرض ينظمه جيش الاحتلال تحت عنوان "لحظات باقية"، والمقرر افتتاحه الأحد المقبل في مركز إسحاق رابين، بمناسبة مرور عامين على حرب "السيوف الحديدية" التي اندلعت في أكتوبر 2023.
ويهدف المعرض، وفق بيان الجيش، إلى "توثيق اللحظات الحاسمة في الحرب ضد حركة حماس، وتكريم الجنود الذين شاركوا في العمليات الميدانية"، فيما وصفه محللون إسرائيليون بأنه رسالة داخلية لتثبيت رواية النصر وإعادة ترميم صورة الجيش بعد الانتقادات التي طالت أداءه خلال الحرب.

 

كان الجيش الإسرائيلي قد نفذ عملية معقدة في 16 أكتوبر 2024 في مدينة رفح، أسفرت عن مقتل يحيى السنوار، الذي شغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القطاع.
وبحسب التحقيقات العسكرية، اندلع اشتباك بين وحدة إسرائيلية خاصة ومقاتلين من حماس داخل مبنى كان السنوار يتحصن فيه مع حارسه الشخصي وقائد إحدى كتائب الحركة. استخدم الجيش قذائف دبابات وطائرة مسيّرة لتحديد موقعه، قبل أن تنهار أجزاء من المبنى بعد قصف مباشر أدى إلى مقتله.

بعد العملية، بثت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع مصورة تظهر السنوار وهو يحاول صد طائرة مسيّرة بعصا قبل أن يُقتل، وهي اللقطات التي أثارت جدلاً واسعاً حول رمزية المشهد بين الشجاعة والمأساة في الشارع الفلسطيني.

رفض تسليم الجثمان

ووفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني رفيع، لن يتم تسليم جثمان السنوار ضمن أي صفقة تبادل أسرى قادمة، إذ تصر إسرائيل على إبقاء ما تسميه "رموز الإرهاب" خارج أي تفاوض إنساني أو سياسي.
ويرى محللون أن هذا الموقف يأتي في إطار سياسة الردع الإسرائيلية التي تسعى لمنع إعادة إنتاج الرمزية القيادية لقيادات حماس، خاصة أولئك الذين تحوّلوا إلى أيقونات في الذاكرة الفلسطينية بعد اغتيالهم.

دلالات التوقيت والرسالة السياسية

يأتي نشر الصورة بعد عام على مقتله، في وقت تشهد فيه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى تعثراً ملحوظاً، ما يجعل الخطوة الإسرائيلية ذات بعد سياسي واضح، يهدف إلى الضغط على حماس وتذكير الرأي العام الداخلي بعمليات "الثأر والردع" التي قادها الجيش في غزة.

ويرى محللون أن تل أبيب تسعى من خلال إعادة نشر صور الاغتيال إلى إعادة إحياء الخطاب الدعائي حول "الإنجازات الأمنية" للجيش بعد عامين من الحرب الطويلة، خصوصاً في ظل تراجع الثقة الشعبية بالحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.


السنوار بين الحرب والسياسة

يُعد يحيى السنوار أحد أبرز قيادات حماس العسكرية والسياسية، إذ تولّى قيادة الحركة في غزة عام 2017، وكان يُعتبر العقل المدبر لعدد من العمليات ضد إسرائيل، وواجهة سياسية لموقف الحركة الرافض للتسويات الطويلة الأمد مع تل أبيب.
وخلال حرب "السيوف الحديدية"، ظهر السنوار نادراً في تسجيلات مصورة، وارتبط اسمه مباشرة بـ"اليوم السابع من أكتوبر"، حيث حملته إسرائيل مسؤولية الهجوم الذي قادته حماس ضد مستوطنات "غلاف غزة".


إعادة نشر صورة السنوار بعد عام من مقتله ليست مجرد عرض عسكري أو تذكير بانتصار ميداني، بل جزء من معركة الرواية التي تخوضها إسرائيل في مواجهة حركة حماس. وبينما تحاول تل أبيب توثيق لحظاتها "الباقية"، يبدو أن صورة السنوار – في ذاكرة الفلسطينيين – ستبقى حاضرة كرمز للصمود والمواجهة، أكثر منها علامة على النهاية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5