الأمن السوري يعتقل ابن عم بشار الأسد في عملية نوعية بريف اللاذقية
في تطور أمني لافت داخل الساحة السورية، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن قوى الأمن الداخلي ألقت القبض على نمير بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، خلال عملية وُصفت بأنها "محكمة ودقيقة" نُفذت في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، المعقل التقليدي لعائلة الأسد.
بحسب مصدر أمني في وزارة الداخلية السورية، فقد تمّ القبض على نمير الأسد برفقة عدد من أفراد عصابة إجرامية، بعد متابعة استخباراتية استمرت أسابيع. وأوضح المصدر أن العملية نُفذت بواسطة إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة لإدارة الأمن الداخلي، التي نصبت كميناً محكماً أسفر عن توقيفه دون مقاومة تُذكر.
وأشار المصدر إلى أن نمير الأسد يُعد من أبرز تجار المخدرات في المنطقة، ومتورط في سلسلة جرائم جنائية واقتصادية ارتُكبت خلال سنوات الحرب، ضمن ما وصفه المسؤول بـ"مرحلة النظام السابق".
يأتي هذا الاعتقال في توقيت حساس، حيث تسعى الأجهزة الأمنية السورية إلى إعادة فرض السيطرة والانضباط في مناطق النفوذ التقليدية للعائلة الحاكمة. كما يُنظر إلى العملية على أنها رسالة داخلية تهدف إلى إظهار أن القانون بات يطال حتى المقربين من السلطة السابقة، في سياق حملة أوسع تقول الحكومة إنها تستهدف "مكافحة الفساد والجريمة المنظمة".
ويرى سياسيون أن توقيف شخصية من عائلة الأسد يمثل سابقة نادرة في تاريخ النظام، خاصة أن نمير الأسد كان يتمتع بنطاق نفوذ محلي واسع في الساحل السوري، مرتبط بشبكات اقتصادية وأمنية معقدة.
يُذكر أن نمير بديع الأسد كان له دور في تأسيس ميليشيا محلية خلال السنوات الأولى من الحرب السورية، عُرفت بانخراطها في عمليات تهريب وابتزاز، وفق تقارير ميدانية ومعارضين سوريين.
ويأتي اعتقاله بعد سلسلة إجراءات أمنية مشابهة طالت شخصيات أخرى محسوبة على النظام القديم في مناطق دمشق وحمص واللاذقية، ما يعزز الانطباع بوجود حملة تطهير داخلية تستهدف إعادة ترتيب موازين القوة في الداخل السوري.
