“مقابر الأرقام” تعود للواجهة.. شهادات عن إعدامات في الجثامين التي سلّمتها إسرائيل

أطباء غزة: آثار رصاص بين العينين وتقييد أيدي الضحايا قبل قتلهم

2025.10.16 - 02:22
Facebook Share
طباعة

كشفت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن تفاصيل مروّعة حول الجثامين الفلسطينية التي أعادتها إسرائيل إلى القطاع في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، مشيرةً إلى أن معظمها يحمل علامات واضحة على التعذيب والإعدام الميداني.

ووفقاً لأطباء في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، فإن الجثث التي بلغ عددها تسعين جثماناً وصلت من الجانب الإسرائيلي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي في حالة تشوه شديد، ما صعّب عملية التعرف على أصحابها.

إصابات دقيقة تؤكد الإعدام

قال الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر، في تصريحات نقلتها صحيفة الغارديان البريطانية، إن “جميع الجثث تقريباً كانت معصوبة الأعين ومقيدة الأيدي، وتحمل جروحاً ناتجة عن طلقات نارية في الرأس، تحديداً بين العينين، في مشهد لا يدع مجالاً للشك بأنهم أُعدموا ميدانياً”.

وأضاف: “العديد منهم كانت على أجسادهم آثار ضرب مبرح وكدمات متفرقة، فيما أظهرت بعض الجثث علامات تعذيب بعد الوفاة”.

تعتيم على الهوية ومعاناة للأهالي

وأوضح الفرا أن إسرائيل أعادت الجثث دون تحديد هوية أصحابها، إذ كانت ملفوفة بأكياس تحمل أرقاماً فقط، دون أسماء أو أي بيانات تعريفية. وأشار إلى أن مستشفيات غزة، التي تعاني من دمار هائل بسبب الحرب المستمرة منذ عامين، تفتقر إلى الإمكانات اللازمة لإجراء فحوص الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا.

وتابع الطبيب الغزي قائلاً: “السلطات الإسرائيلية تعلم جيداً هوية هؤلاء، لكنها تتعمد حجبها لزيادة معاناة العائلات الفلسطينية التي ما زالت تبحث عن أبنائها المفقودين”.

التبادل في إطار الهدنة

تأتي إعادة الجثامين في سياق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية، وشمل تبادلاً للجثث بين إسرائيل و«حماس». حيث سلّمت الحركة جثامين عدد من الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب، فيما أعادت إسرائيل جثتين من دفعتين، كل دفعة تضم 45 جثماناً لفلسطينيين قُتلوا خلال القتال.

وجرت العملية بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تولّت نقل الجثامين وتسليمها إلى مستشفيات القطاع، في وقت يصفه مراقبون بأنه “أحد أكثر فصول الحرب قسوة على الصعيد الإنساني”.

غموض وتحقيقات محتملة

في المقابل، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي توضيحات حول ما كشفه الأطباء في غزة من دلائل على التعذيب والإعدام. كما لم تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد ما إذا كانت ستفتح تحقيقاً في الاتهامات المتعلقة بانتهاك القانون الدولي الإنساني.

ويرى خبراء حقوقيون أن ما ورد على لسان الأطباء الغزيين، إذا تأكدت صحته، يشكّل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، ويستوجب تحقيقاً دولياً عاجلاً لتحديد المسؤوليات.

جثث الحرب المجهولة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، احتجزت إسرائيل مئات الجثامين الفلسطينية، بزعم ارتباطها بمقاتلين من «حماس» أو فصائل أخرى. وتُحتجز هذه الجثث في ثلاجات عسكرية أو ما يُعرف بـ«مقابر الأرقام»، حيث تُدفن دون أسماء، وتُمنع عائلاتها من استلامها أو حتى معرفة مصيرها.

إعادة الجثث في هذه المرحلة قد تكون جزءاً من تفاهمات أوسع لتمهيد الطريق أمام تسويات إنسانية، غير أن الصور والشهادات التي خرجت من مستشفى ناصر قد تُحوّل العملية إلى قضية دولية جديدة حول سلوك الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2