ألغام الحوثي.. سلاح صامت يحصد أرواح المدنيين في الحديدة

2025.10.16 - 02:11
Facebook Share
طباعة

"الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" توثق مقتل وإصابة 147 مدنياً خلال 8 أشهر.. و"مسام" يواصل جهود التطهير وسط غياب خرائط الألغام

يستمر شبح الألغام في مطاردة اليمنيين، لا سيما في محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد، حيث تحوّلت الأراضي الزراعية والمناطق السكنية إلى حقول موت زرعتها جماعة الحوثي دون خرائط، ما جعل المدنيين — من مزارعين ورعاة وأطفال — أول ضحاياها.

وقالت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" إن الألغام التي زرعها الحوثيون تسببت في مقتل وإصابة 147 مدنياً بمحافظة الحديدة، خلال الفترة من يناير حتى نهاية أغسطس 2025، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح التقرير، الذي جاء تحت عنوان "ألغام بلا خرائط", أن 64 مدنياً قُتلوا فيما أُصيب 83 آخرون، كما تضررت 68 مركبة مدنية نتيجة الانفجارات. وأضاف أن الألغام طالت المنشآت العامة والخاصة والمنازل والأسواق والطرق والمزارع، دون أي تمييز بين أهداف مدنية أو عسكرية.

وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـالضغط على جماعة الحوثي لتسليم خرائط الألغام، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع يعني أن الألغام ستظل تقتل لعقود قادمة حتى بعد توقف الحرب.

 


جهود تطهير مستمرة.. وواقع معقد

في المقابل، يواصل المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام) جهوده في مواجهة هذا الخطر، معلناً نزع 2134 مادة متفجرة خلال أكتوبر الجاري، بينها 1975 ذخيرة غير منفجرة و121 لغماً مضاداً للدبابات و32 لغماً مضاداً للأفراد و6 عبوات ناسفة بدائية الصنع.

وأشار المشروع إلى أنه أمّن مساحة تقدر بـ نحو 538 ألف متر مربع في الشهر ذاته، بينما بلغت حصيلة ما أُزيل منذ بدء عمل الفرق في منتصف عام 2018 وحتى أكتوبر 2025 نحو 519 ألف مادة متفجرة، غطت أكثر من 71.5 مليون متر مربع من الأراضي ضمن مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

 


سلام مؤجل ومخاطر قائمة

رغم الدعوات الأممية الأخيرة لإحياء عملية السلام في اليمن، وربط المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بين التهدئة الإقليمية واتفاق غزة، إلا أن واقع الألغام يكشف عن وجه آخر من وجوه الحرب التي لا تزال تهدد حياة آلاف المدنيين حتى في مناطق بعيدة عن خطوط القتال المباشر.

استمرار زرع الألغام من دون خرائط يمثل جريمة حرب مستمرة ويعقّد أي مسار لإعادة الإعمار أو عودة النازحين إلى قراهم، في وقت تحاول فيه برامج نزع الألغام المحلية والدولية ملاحقة إرث دموي يمتد في الأرض أكثر مما يمتد في الزمن.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2