مصر تستعد لإطلاق مؤتمر إعمار غزة نوفمبر المقبل

2025.10.16 - 12:21
Facebook Share
طباعة

تواصل القاهرة تحركاتها الدبلوماسية المكثفة لتثبيت موقعها المركزي في مرحلة ما بعد الحرب على غزة، في ظل ترتيبات إقليمية جديدة يُعاد فيها رسم ملامح إدارة القطاع وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وفي هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل، بالتعاون مع شركاء دوليين ومنظمات أممية، في خطوة تؤكد استمرار التزام القاهرة بمسار دعم الاستقرار والسلام في الأراضي الفلسطينية.

منابر دولية لتثبيت الموقف المصري

وخلال سلسلة مقابلات أجراها الوزير عبد العاطي مع وسائل الإعلام الأجنبية، من بينها CNN وCBS ووكالة “أسوشيتد برس”، شدد على أن قمة شرم الشيخ للسلام التي عُقدت في 13 أكتوبر مثّلت نقطة تحول تاريخية، إذ شهدت توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار.

وأكد عبد العاطي أن مصر لعبت دوراً محورياً في إنجاح المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق، مشيراً إلى أن القاهرة ستواصل جهودها لضمان تنفيذ بنود الاتفاق كاملة، بما في ذلك تبادل الأسرى والرهائن، والانسحاب الإسرائيلي، وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

تحركات تتجاوز وقف الحرب

وأشار وزير الخارجية إلى أن رؤية مصر تتجاوز حدود التهدئة العسكرية، إذ ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية:

1. إعادة إعمار غزة والتعافي المبكر، من خلال إطلاق مشاريع بنية تحتية وخدمات أساسية.


2. ترتيبات أمنية وحوكمية تضمن استقرار القطاع وتمنع تكرار دوامة الصراع.


3. مسار سياسي مستدام يقود إلى تسوية عادلة وشاملة تحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.

 

القاهرة بين الاستقرار والدور الإقليمي

هذه التحركات تأتي في سياق سعي مصر لتعزيز موقعها كضامن أساسي للاستقرار في الشرق الأوسط، بعد أن أثبتت قدرتها على إدارة التوازنات المعقدة بين الأطراف الإقليمية والدولية. كما تسعى القاهرة من خلال مؤتمر الإعمار المرتقب إلى قيادة الجهد الدولي نحو التعافي الإنساني والاقتصادي في غزة، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة بكل من واشنطن وتل أبيب والفصائل الفلسطينية.

نحو مرحلة سياسية جديدة

وفي ختام تصريحاته، أعرب الوزير عبد العاطي عن أمله في أن تضع الجهود الراهنة نهاية لمعاناة الفلسطينيين، وتفتح الباب أمام مسار تسوية سياسية شاملة، مدعومة من المجتمع الدولي، تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وترسيخ حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.


كانت قمة شرم الشيخ للسلام قد شهدت في 13 أكتوبر 2025 توقيع اتفاق أنهى الحرب التي استمرت أكثر من عام في قطاع غزة، برعاية مصرية أميركية مشتركة، وبتأييد من الأمم المتحدة وعدد من القوى الإقليمية. ومن المتوقع أن يشكل مؤتمر الإعمار المقبل الاختبار الأهم للالتزام الدولي تجاه غزة، ولقدرة مصر على تحويل مسار الحرب إلى فرصة لبناء سلام مستدام.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5