شراكة موسكو ودمشق: من السياسة إلى الاقتصاد وإعادة الإعمار

2025.10.15 - 07:38
Facebook Share
طباعة

تأتي زيارة الرئيس السوري إلى موسكو في توقيت حساس، كونها الأولى منذ سقوط النظام السابق، لتعكس رغبة القيادة السورية الجديدة في إعادة ضبط العلاقات مع روسيا، اللقاء يوضح أن موسكو ستواصل لعب دور محوري ليس فقط على الصعيد السياسي والعسكري، بل يمتد إلى إعادة الإعمار والمشاريع الاقتصادية الكبرى، ما يمنح دمشق دعمًا استراتيجيًا في مرحلة إعادة البناء.

اللجنة الحكومية المشتركة والتنسيق المستقبلي:

اتفاق الجانبين على عقد اجتماع قريب للجنة الحكومية المشتركة يضع إطارًا رسميًا لتوسيع التعاون بين البلدين، هذه اللجنة ستشكل منصة لصياغة مشاريع عملية في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية، مع تحديد آليات تمويل واستثمار واضحة.
السيناريو المتوقع هو أن تتحول هذه الاجتماعات إلى آلية متابعة دورية لتحديد الأولويات والمشاريع ذات الأولوية القصوى، بما يضمن تنفيذ الخطط الاقتصادية بشكل ملموس.

تطوير الطاقة والنفط:

المحادثات الروسية السورية ركزت على تطوير حقول النفط السورية القديمة وإعادة تأهيل البنية التحتية لقطاع الطاقة، وهو مؤشر على أن روسيا تعتزم استثمار خبرتها ومواردها في تعزيز إنتاجية سوريا النفطي. هذا التحرك قد يخفف الضغط المالي عن الدولة السورية ويدعم الاقتصاد المحلي، لكنه أيضًا يضع دمشق في تبعية نسبية للتقنيات والاستثمارات الروسية، ما قد يشكل تحديًا في المدى الطويل من ناحية الاستقلالية.

التعاون الإنساني والغذائي:

تركز النقاش أيضًا على المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدوائية، ما يعكس أن الجانب الروسي يراهن على البعد الإنساني كأداة لتعزيز التأثير السياسي والاقتصادي في سوريا. المخرجات المتوقعة تشمل اتفاقات توريد منتظمة للقمح والمواد الغذائية الأساسية، وربما خطط مشتركة لدعم المستشفيات والمرافق الصحية، مما يسهم في استقرار المجتمع السوري وتحسين ظروف المواطنين اليومية.

الأبعاد السياسية والاستراتيجية:

زيارة الرئيس السوري ومحادثاته مع بوتين تشكل رسالة واضحة للمجتمع الدولي: سوريا الجديدة تسعى إلى تأكيد علاقتها مع روسيا كشريك أساسي في مرحلة إعادة الإعمار، والتحول من علاقة تعتمد على الدعم العسكري إلى شراكة اقتصادية واستثمارية شاملة. في المقابل، موسكو تستفيد من تعزيز نفوذها في المنطقة، وتضمن دورًا رئيسيًا في إعادة بناء القطاعات الحيوية السورية، بما يعكس استراتيجية طويلة الأمد لتثبيت الوجود الروسي في الشرق الأوسط. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1