مصر تطلق مشروع "الثقافة حياة" في غزة: مسارح ومكتبات متنقلة

2025.10.15 - 04:54
Facebook Share
طباعة

في خطوة جديدة تعكس توجه مصر نحو دعم الشعب الفلسطيني بعد توقف العمليات العسكرية، شرعت القاهرة في تنفيذ خطة ثقافية وإنسانية نوعية تهدف إلى ترميم الوجدان وإعادة الأمل لأطفال غزة، من خلال نشر المكتبات والمسارح المتنقلة في مناطق القطاع المنكوبة.

التحرك المصري، الذي يأتي ضمن مبادرة أوسع لإعادة الإعمار الشامل، يحمل بعداً غير مادي يعيد للثقافة والفن دورهما في بناء الإنسان، لا سيما بعد عام من الدمار والمعاناة النفسية التي طالت آلاف الأطفال جراء الحرب.

 

قوة ناعمة مصرية داخل غزة

رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، اللواء خالد اللبان، كشف لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن القافلة الثقافية المتجهة إلى رفح تحمل رسالة إنسانية وفنية تتجاوز حدود الدعم المادي، لتؤكد أن مصر تنظر إلى غزة باعتبارها امتداداً إنسانياً وثقافياً لها.

وقال اللبان إن "قافلة مسرح المواجهة والتجوال" تمثل نموذجاً لتحرك مصري يستخدم الفن كقوة ناعمة لترميم الذاكرة الجمعية وبناء الأمل، مضيفاً أن المسرح والعروض الميدانية ستُقدم للأطفال الذين عاشوا تجارب قاسية، في محاولة لمدّ جسور التعافي النفسي والاجتماعي.

 


ورش للأطفال ومشروعات للتعافي الثقافي

تضم القافلة فعاليات متعددة تشمل مسرح العرائس، وورش الفنون التشكيلية، والحرف اليدوية، والعروض الفنية التفاعلية، وكلها مصممة لرفع الروح المعنوية وتعزيز الانتماء لدى جيل ما بعد الحرب.

وأكد اللبان أن الهيئة تُعد حالياً خطة أوسع لمرحلة لاحقة، تشمل تسيير مسارح ومكتبات متنقلة داخل القطاع، بمجرد استقرار الأوضاع الميدانية، لضمان وصول الفنون إلى مختلف المناطق المتضررة، مشيراً إلى أن المسرح المتنقل يعد أداة فعالة في الوصول إلى الجمهور ونشر قيم التعايش والأمل.

 


ثقافة تصنع سلاماً

يرى مراقبون أن التحرك المصري يعبّر عن مفهوم جديد لدبلوماسية ما بعد الحرب، يقوم على "إعادة بناء الإنسان قبل البنيان"، ويعكس قناعة القاهرة بأن السلام المستدام يبدأ من وجدان الأطفال لا من طاولات المفاوضات فقط.

ويقول مصدر في وزارة الثقافة المصرية إن المشروع يندرج ضمن رؤية الدولة الشاملة التي توازن بين الإعمار المادي والمعنوي، حيث "تُعد الفنون وسيلة فعّالة لمداواة الجراح وبناء الهوية المشتركة".

 


تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق مبادرات إنسانية لإعادة إعمار القطاع وفتح المعابر أمام المساعدات. وفي الوقت الذي تواصل فيه القاهرة دورها السياسي في دعم المصالحة الفلسطينية، تسعى اليوم إلى دعم التعافي الثقافي والنفسي عبر الفنون والتعليم والتعبير الإبداعي، في رسالة تؤكد أن مصر لا ترى في غزة أزمة إنسانية فحسب، بل قضية حياة كاملة تستحق أن تُروى وتُبنى من جديد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1