خطأ أم رسالة؟ جثمان فلسطيني ضمن رهائن إسرائيل يعيد خلط أوراق التبادل

2025.10.15 - 04:42
Facebook Share
طباعة

في تطور جديد يعكس تعقيدات ملف تبادل الجثامين بين إسرائيل وحركة "حماس"، كشف مصدر أمني إسرائيلي أن إحدى الجثث الأربع التي سلمتها الحركة عبر الصليب الأحمر يوم الثلاثاء، لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، بل لفلسطيني من غزة. الخطأ، أو الرسالة المقصودة كما وصفها بعض المحللين الإسرائيليين، أثار حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية في تل أبيب، وسط استمرار الغموض المحيط بمصير العشرات من الرهائن المفقودين منذ اندلاع الحرب.

 


بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد تم التعرف على الجثث الثلاث الأخرى التي أعادتها حركة "حماس" وهي لتمير نمرودي، وإيتان ليفي، وأورييل باروخ، وجميعهم كانوا محتجزين لدى الحركة في قطاع غزة منذ أشهر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن "حماس" أبلغت الوسطاء نيتها تسليم جثامين أربعة رهائن آخرين خلال الساعات المقبلة، ما سيرفع عدد الجثامين التي سلمت إلى إسرائيل إلى 12 منذ بدء هذه العملية الجزئية بإشراف الصليب الأحمر.

ويرى مراقبون أن الخطأ في هوية الجثة الرابعة — التي تبين لاحقاً أنها لفلسطيني من سكان غزة — قد يحمل دلالات أبعد من مجرد خلل في التنسيق. إذ فُسّر في بعض الأوساط الإسرائيلية على أنه رسالة رمزية من "حماس" تؤكد على وحدة الدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سقطوا في سياق الحرب، أو ربما إشارة إلى استمرار ارتباك الجانب الإسرائيلي في توثيق بيانات المفقودين.

في المقابل، التزمت وزارة الدفاع الإسرائيلية الصمت، مكتفيةً بالقول إن "التحقيق جارٍ للتأكد من ملابسات الحادثة"، فيما أعربت عائلات الرهائن عن غضبها لما وصفوه بـ"الفشل في إدارة ملف استعادة أبنائهم"، معتبرين أن الحكومة "تتعامل مع قضية إنسانية بمزيج من الغموض والتعتيم".

من جهتها، لم تصدر حركة "حماس" أي تعليق رسمي حول الواقعة، بينما أكدت مصادر فلسطينية في غزة أن عمليات البحث عن الجثامين وإخراجها من تحت الأنقاض تجري في ظروف إنسانية وصحية معقدة للغاية، مما يزيد من احتمالات وقوع التباس في عملية التسليم.

 


تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجهود المصرية والقطرية والأممية لإحياء مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، بعد أن تعثرت الجولة الأخيرة بسبب الخلاف على شروط وقف إطلاق النار وضمانات الانسحاب الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة.
ويُقدَّر أن أكثر من 60 إسرائيلياً ما زالوا في عداد المفقودين منذ الحرب، بينهم عدد من الجنود، بينما تحتفظ إسرائيل بعشرات الجثامين الفلسطينية في ما يُعرف بـ"مقابر الأرقام"، ما يجعل من هذا الملف أحد أكثر الجوانب حساسية في مسار التهدئة.

 


حادثة تسليم جثمان فلسطيني بدلاً من رهينة إسرائيلي، سواء كانت خطأً لوجستياً أم رسالة سياسية متعمدة، تكشف هشاشة قنوات التواصل بين الأطراف المعنية وتعمّق أزمة الثقة المتبادلة. كما تبرز معاناة العائلات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء، في حرب لم تنتهِ بعد لا عسكرياً ولا إنسانياً.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1