القواعد الروسية على طاولة بوتين والشرع.. أول لقاء سوري–روسي في "العهد الجديد"

2025.10.15 - 01:38
Facebook Share
طباعة

في أول زيارة رسمية له إلى موسكو منذ توليه الرئاسة، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، صباح الأربعاء، إلى العاصمة الروسية لإجراء مباحثات وصفتها الأوساط الدبلوماسية بـ"المفصلية"، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تحولات ميدانية وسياسية متسارعة تشهدها الساحة السورية والإقليمية.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن المحادثات بين الزعيمين ستتطرق إلى مستقبل القواعد الروسية في سوريا، موضحًا أن "هذا الأمر سيُثار بطريقة أو بأخرى خلال اللقاء"، في إشارة إلى أن الملف العسكري ما زال يمثل حجر الزاوية في العلاقات الثنائية بين دمشق وموسكو.

وبيّن بيسكوف أن اللقاء يحمل طابعًا خاصًا باعتباره "يومًا مهمًا للعلاقات الروسية السورية"، لكونه أول اتصال مباشر على أعلى مستوى منذ التغيير السياسي في سوريا، في إشارة إلى انتقال السلطة إلى الرئيس الشرع بعد مرحلة طويلة من حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

وأشار المتحدث الروسي إلى أن الاجتماع سيبدأ بعد الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت موسكو، مستبعدًا عقد مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات، وهو ما يعزز التقديرات بأن الملفات المطروحة حساسة وتتطلب مناقشات مغلقة، خصوصًا ما يتعلق بإعادة تنظيم الوجود العسكري الروسي في القواعد الساحلية والجوية السورية.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن زيارة الشرع تأتي في إطار تنسيق المواقف حيال المستجدات الإقليمية والدولية، وبحث آفاق التعاون الثنائي بما يخدم "المصالح المشتركة للشعبين الصديقين". وأضافت أن الرئيس السوري سيلتقي كذلك الجالية السورية في روسيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل مع السوريين في الخارج.

وتأتي زيارة الشرع لموسكو في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية – الغربية توترًا متزايدًا على خلفية الحرب في أوكرانيا، ما يجعل الملف السوري إحدى أوراق التوازن الاستراتيجية التي تسعى موسكو للحفاظ عليها في الشرق الأوسط. وفي المقابل، تسعى دمشق إلى تثبيت موقعها في المعادلة الجديدة، مستفيدة من الدعم الروسي في مواجهة الضغوط الاقتصادية والعزلة السياسية التي فرضتها العقوبات الغربية.

ويرى مراقبون أن ملف القواعد الروسية قد يشهد إعادة صياغة لتفاهمات سابقة، بحيث يُعاد تنظيم الوجود العسكري الروسي بما يتناسب مع المتغيرات الميدانية، خصوصًا في الساحل السوري ومنطقة تدمر، وسط أنباء عن إعادة تقييم موسكو لانتشار قواتها خارج حدودها نتيجة الاستنزاف في الجبهة الأوكرانية.

في المقابل، تضع موسكو رهانًا واضحًا على "الشرع" بوصفه رئيسًا براغماتيًا يسعى لإعادة بناء جسور التواصل الإقليمي والدولي، دون المساس بمكانة روسيا كشريك استراتيجي رئيسي لدمشق، وهو ما يفسر حرص بوتين على أن تكون زيارة الشرع إلى موسكو أول محطة خارجية له بعد توليه الحكم.

 


منذ تدخلها العسكري المباشر عام 2015، رسّخت روسيا وجودها في سوريا عبر قاعدتين رئيسيتين: قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية، اللتين تعدان ركيزتين لاستراتيجيتها في شرق المتوسط. ورغم مرور عقد على ذلك، لا يزال مستقبل هذا الوجود مرهونًا بالتفاهمات السياسية بين موسكو ودمشق، في ظل الضغوط الغربية وتراجع الحضور الإيراني في بعض المناطق السورية.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2