تحذيرات دولية من "قنابل موقوتة" في غزة: الذخائر غير المنفجرة تهدد حياة العائدين

2025.10.15 - 12:20
Facebook Share
طباعة

في تحذير جديد يعكس عمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، نبّهت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" إلى المخاطر البالغة التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة على حياة المدنيين، ولا سيما النازحين الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم المدمرة وسط أنقاض الحرب.

وقالت آن-كلير يعيش، مديرة المنظمة في الأراضي الفلسطينية، في بيان رسمي، إن "المخاطر هائلة"، مشيرة إلى أن التقديرات الأولية تفيد بأن نحو 70 ألف طن من المتفجرات سقطت على غزة منذ اندلاع الحرب، ما يجعل القطاع واحداً من أكثر المناطق تلوثاً بالذخائر في العالم.

وأضافت يعيش أن الوضع الإنساني والأمني "بالغ التعقيد"، حيث تتراكم طبقات الأنقاض في مناطق سكنية كثيفة، ما يحول عمليات إزالة الذخائر إلى مهام شديدة الخطورة في بيئة حضرية مكتظة ومحدودة المساحة.

وأوضحت أن فرق المنظمة، المتخصصة في إزالة الألغام ومساعدة الضحايا، تواجه صعوبات جسيمة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود المفروضة على دخول المعدات والخبراء، مؤكدة أن أي تأخير إضافي في السماح بعمليات التطهير سيعرض أرواح آلاف المدنيين للخطر، خصوصاً أولئك الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم دون دراية بوجود ذخائر مدفونة تحت الركام.

وتأتي هذه التحذيرات وسط تصاعد القلق الدولي من التلوث الحربي واسع النطاق في غزة، إذ تشير منظمات إنسانية إلى أن الأنقاض تغطي ما يقارب 60% من المناطق الحضرية، في حين لم تبدأ بعد عمليات منظمة لإزالة المتفجرات، رغم الدعوات المتكررة للأمم المتحدة ومؤسسات الإغاثة الدولية.

ويحذر خبراء من أن الذخائر غير المنفجرة قد تظل نشطة لعقود، وأنها قد تؤدي إلى مقتل أو إصابة آلاف المدنيين حتى بعد توقف القتال، كما حدث في دول أخرى شهدت حروباً مماثلة.

وبينما تتزايد نداءات السماح بإدخال فرق هندسية ومعدات إزالة الألغام، يبقى الملف عالقاً في التعقيدات الأمنية والسياسية التي تحيط بالقطاع، ما ينذر بأن مرحلة "ما بعد الحرب" في غزة قد تكون الأخطر على حياة المدنيين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5