كلمة واحدة أربكت القمة.. تركيا تُغيّر مسار مفاوضات شرم الشيخ حول غزة

2025.10.15 - 10:47
Facebook Share
طباعة

في كواليس القمة الدولية التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ الاثنين الماضي، كشفت صحيفة "حرييت" التركية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بخلاف دبلوماسي غير متوقّع كاد أن يعرقل الإعلان المشترك بين قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر بشأن التسوية في قطاع غزة، بسبب "كلمة واحدة" وردت في نص الوثيقة الختامية.

وبحسب ما أورده الكاتب الصحفي التركي عبد القادر صلفي، المقرّب من دوائر صنع القرار في أنقرة، فإن الخلاف اندلع في اللحظات الأخيرة قبل التوقيع الرسمي، بعدما أصرّ الوفد التركي برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان على تعديل صيغة إحدى الفقرات التي تضمّنت تلك الكلمة، معتبرًا أنها قد تغيّر المعنى السياسي للاتفاق بشكل جذري.

وأوضح صلفي أن فيدان أُبلغ في السابعة صباحًا بأن النصّ النهائي أصبح جاهزًا لاعتماده، إلا أن الجانب التركي لاحظ وجود "خلل لغوي" يترتب عليه دلالات سياسية تمس موقف أنقرة من الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. وعلى إثر ذلك، اندلعت مناقشات حادة استمرت حتى قبل ربع ساعة من الجلسة الختامية، قبل أن يتم التوصل إلى حل وسط يقضي بحذف الكلمة المثيرة واستبدالها بأخرى اقترحتها تركيا.

ورغم أن الصحيفة لم تكشف الكلمة محل الخلاف، فإن مراقبين أتراكًا رجّحوا أن تكون مرتبطة بمسألة "الاعتراف" أو "الضمانات الأمنية"، وهما نقطتان لطالما تمسّكت أنقرة بضرورة صياغتهما بعناية تجنّبًا لتأويلات قد تُستخدم لاحقًا لتبرير التطبيع أو إضعاف الموقف الفلسطيني.

وكانت القمة، التي جمعت كلًّا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد انتهت بتوقيع وثيقة تحمل عنوان "إعلان نوايا من أجل تسوية سلمية شاملة في غزة".

ويُعدّ هذا الإعلان أول وثيقة دولية كبرى منذ اندلاع الحرب الأخيرة، تتحدث عن خطة متعددة الأطراف تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار، والشروع في مسار سياسي جديد لإعادة إعمار القطاع.


تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه أنقرة إلى لعب دور محوري في ملف غزة، عبر الوساطة بين حماس وتل أبيب، في موازاة التنسيق المستمر مع القاهرة والدوحة وواشنطن. ويبدو أن إصرار تركيا على تعديل "الكلمة الغامضة" يعكس رغبتها في تثبيت خطاب سياسي متوازن ينسجم مع دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية، دون أن تفقد موقعها كوسيط إقليمي فاعل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6