أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً في إسرائيل بعد تصريحاته المتعلقة بالعفو المحتمل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وموقفه من حل الدولتين، وذلك خلال رحلة عودته من قمة شرم الشيخ للسلام.
ووفق ما نقلت صحيفة المعاريف العبرية، ترامب أشار خلال لقاء فكاهي أمام الحضور في الكنيست إلى إمكانية منح نتنياهو عفواً رئاسياً، وهو ما تلقفه الجمهور بالتصفيق، لكنه لم يوضح موقفه النهائي بشأن حل الدولتين.
وأكد أن النقاش حول القضية الفلسطينية لم يكن على قائمة أولوياته الحالية، مشيراً إلى أن التركيز حالياً ينصب على إعادة إعمار غزة بعد توقيع اتفاق وقف الحرب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ترامب أشار أن هناك تبايناً في مواقف الأطراف المعنية، حيث يرغب البعض في دولة واحدة تشمل الجميع، بينما يفضل آخرون إقامة دولتين منفصلتين، لكنه لم يتخذ بعد موقفاً محدداً أو رسمياً في هذا الشأن.
وتضمنت الوثيقة التي وُقعت مع الرئيس المصري تأكيد الالتزام ببناء مستقبل قائم على السلام المستدام، والمصير المشترك، مع التركيز على التسامح والمساواة والاحترام لجميع البشر، وخلق بيئة إقليمية آمنة ومزدهرة دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الأصل.
وليس هذا أول تدخل لترامب في ملف نتنياهو القضائي، حيث سبق أن دعا في يونيو الماضي، عبر منصته الرسمية، إلى حماية رئيس الوزراء الإسرائيلي من المحاكمة الجارية ضده، واصفاً القضية بأنها سياسية، داعياً إلى إنهائها. وفي خطوة لاحقة، منح ترامب نتنياهو عفواً رئاسياً رسمياً، ما أثار ردود فعل واسعة في إسرائيل وخارجها، حيث اعتبره البعض دعماً مباشراً لرئيس الوزراء، في حين رآه آخرون محاولة للتخفيف من حدة التوتر السياسي والقضائي في تل أبيب.
في إسرائيل، اختلفت ردود الفعل تجاه تصريحات ترامب، حيث رأى بعض المحللين أن سلوكه يمزج بين المزاح السياسي والرسائل الجادة، فيما اعتبر آخرون أن إبقاء موقفه من حل الدولتين مفتوحاً يعكس الحذر في التعاطي مع القضية الفلسطينية، بينما يراقب المجتمع الدولي بدقة تنفيذ الاتفاق على الأرض وما قد يترتب عليه من آثار سياسية واستراتيجية.